أدب وفن

حوار مع فنان …الفنان حسن حنتوش حاورته الاعلامية سجى اللامي

الشبكة مباشر

الفنان المسرحي حسن حنتوش: المسرح حياة فلا حياة بلا مسرح

حاورته – سجى اللامي
كثيرة هي الطاقات الشبابية التي تفجرت في العراق في السنوات الأخيرة بعد أن تغذوا بالوعي والثقافة والانتماء للحقل الإبداعي حتى العشق، وكذلك لامتلاكهم الموهبة الأدوات الإبداعية، فكانت النتيجة كما هائلا من المنجز الإبداعي، وفي حقل المسرح كانت المواهب كثيرة ومؤثرة ومن بين تلك الطاقات يبرز اسم الفنان المسرحي المبدع (حسن حنتوش) الذي حقق منجزا مسرحيا كبيرا، فضلا عن نجاح كبير في عمله السينمائي والإذاعي والتلفزيوني، ولتسليط الضوء عليه وعلى منجزه كان لنا معه هذا الحوار.
* لنبدأ من حيث التعريف… ماذا تقول بطاقتك الإبداعية؟
– أنا حسن حنتوش من محافظة البصرة، فنان مسرحي أعمل منذ سنوات في مجال المسرح، بالإضافة لكوني أعمل معدا ومقدما لبرامج إذاعية وتلفزيونية، كما عملت في أكثر من مؤسسة إعلامية في البصرة وبغداد والسليمانية، وبداياتي في المسرح كانت في البصرة من خلال المهرجانات المسرحية، وبالتحديد مهرجان البصرة الثاني عام (٢٠١٣) في مسرحية ”وماذا بعد ”للمخرج والمؤلف (أكرم وليم) وكانت هذه هي التجربة الأولى والحقيقية، رغم أنه كانت لي قبل سنة ٢٠١٣ تجارب مسرحية، لكن أعتبر التجربة الفعلية والحقيقية للظهور على خشبة المسرح سنة ٢٠١٣ في مهرجان البصرة الثاني لدورة الراحل ”جبار صبري العطية ”وبعدها توالت الأعمال المسرحية مع مخرجين آخرين في مدينة البصرة.
* ما هي الأعمال التي تأثرت بها مسرحيا؟
– كل عمل جيد يقدم بطريقة فنية رائعة ومكتمل الأركان سيؤثر بي حتما… سواء كان في المسرح أو السينما أو التلفزيون، ولا توجد أعمالا محددة ومعينة، لأني تأثرت بالكثير من الأعمال الجيدة.
* لماذا اخترت المسرح عن بقية الفنون؟
– اخترت المسرح بالتحديد لأني عشقته منذ الصغر كهواية ثم تطور هذا الحب مع تقدم العمر، علما أن دراستي كانت بعيدة كل البعد عن الفن، فقد تخرجت من كلية الآداب قسم التأريخ، لكن كان لدي تقارب مع المسرح، وحاولت أن أدرس في معهد أو كلية الفنون، لكن الظروف لم تسمح لي أن أكون أكاديميا، فأصبحت محبا وهاويا للفن، واخترت العمل على المسرح أكثر رغم صعوبته، كونه يقدم بتماس مباشر مع الجمهور والخطأ والارتباك به ممنوعا، فالمشاهد يكون على بعد أمتار قريبة ويشاهد كل شيء، على عكس السينما والتلفزيون، حيث من الممكن الخطأ أثناء التصوير مرة أو مرتين أو أكثر ويعالج بالإعادة، وهذا الأمر أعطاني حماسا أكثر في أن أتوجه للمسرح.
* أي المدارس المسرحية تجدها أقرب إليك ولماذا؟
– المدارس المسرحية كثيرة ومتعددة ومنها الكلاسيكية والتعبيرية والرمزية والصوفية، لكن أقرب المدارس لي وأحب دائما العمل بها هي منطقة التعبير أو الرمزية، أنا باختصار أحب الرمزية على المسرح أبتعد عن المدرسة الكلاسيكية.
هل لديك محطات أخرى غير المسرح؟
– نعم توجد لدي مشاركات كثيرة خارج حدود المسرح من ضمنها أفلام سينمائية قصيرة أهمها الفيلم السينمائي (جوان) عام ٢٠١٥ سيناريو وإخراج المخرج السينمائي علي الجابري والفيلم كان يتكلم عن حقبة داعش وجرائمهم بعد دخولهم للعراق، وشارك بكثير من المهرجانات داخل وخارج العراق، من ضمنها مهرجان كان في فرنسا، وحصل الفيلم على جوائز عدة داخل وخارج العراق، أيضا توالت بعده تجارب سينمائية مع المخرج الشاب زين الصاحب في فيلم (حسيبة) وأخر الأعمال السينمائية لي كانت لنقابة الفنانين العراقيين المركز العام، وهو فيلم (أمم متحددة) سيناريو وإخراج المخرج السوري وائل زكريا وهذا كان أخر الأعمال السينمائية.
أما على مستوى الدراما فلدي مشاركات في الموسم الرمضاني الماضي حيث كانت لدي مشاركة في مسلسل (قط أحمر) مع الكاتب والممثل أحمد وحيد وإخراج مصطفى حكمت وأيضا في هذا العام وفي رمضان شاركت في الموسم الثاني لمسلسل قط أحمر… وأيضا كانت لدي مشاركة في مسلسل (كما مات وطن) من إخراج المخرج المبدع سامر حكمت إلى جانب الممثل القدير أياد راضي وهذه هي أهم الأعمال السينمائية والدرامية خارج المسرح.
* بمن تأثرت من الممثلين العراقيين؟
– بكل صراحة لا يوجد ممثل معين أتأثر به، فكل ممثل يقدم عملا جيدا وراقيا… سواء كان معروفا أو غير معروف… كبيرا في العمر أو شابا أتأثر به إذا كان تمثيله جيدا، ففي بعض الأحيان أتأثر بطفل من خلال تمثيله وأدائه.
* برأيك ما هي أسباب تراجع المسرح هل هم الكتاب أم الممثلين أم الجمهور؟
– أسباب تراجع المسرح معروفة ومن أهمها قلة الدعم في الإنتاج، فكل عمل يحتاج لتمرين، ويستمر التمرين لفترة شهرين، وعليه من الصعب جدا على الممثل أن يصرف وقتا ومصاريف جيب وجهد دون الحصول على أي دعم.
لكن في السنة الماضية شهد المسرح حركة فعالة ولذلك نقدم شكرنا وتقديرنا لدائرة السينما والمسرح وجميع كوادرها على ما قدموا من مهرجانات مسرحية لإعادة المسرح للحياة، وأيضا كل الحب والتقدير لنقابة الفنانين العراقيين لأقامتها مهرجان المسرح الدولي بالتعاون مع ”الهيئة العربية للمسرح ”ففي العام الماضي شهدنا حركة مسرحية جاءت بعد خمول طويل، وهذه السنة نحن مقبلون على عدة مهرجانات مسرحية ونتأمل خيرا بالدعم المستمر حتى تكون العجلة مستمرة على طوال السنة وليس في الموسم
* هنالك ممثلون يرون أنفسهم في المسرح أكثر من الفعاليات الأخرى ما أسباب ذلك برأيك؟
– نعم الكثير من الممثلين يجدون أنفسهم على المسرح فقط، لأن أجواء وأحاسيس المسرح تكون خاصة من خلال الأداء والرؤية… فلحظة صعود الممثل للمسرح تعطيه روحية مميزة ومختلفة عن ما متواجدة في السينما والتلفزيون، وذلك من خلال ثقل التواجد أمام الجمهور مباشرة، لهذا السبب الكثير من الممثلين يعشقون المسرح رغم أن الأغلب منهم انتقلوا بكل سهولة إلى السينما والتلفزيون لأنه من السهل جدا يكون الممثل المسرحي سينمائيا وتلفزيونيا لأنه كسر حاجز الخوف بتواجده على خشبة المسرح.

* أي الفعاليات الفنية تجد نفسك فيها؟
– أنا أنتمي لكل عمل فني جميل، سواء كان مسرحيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا أو معرض رسم تشكيلي أو حفلة موسيقية… كل شيء جميل يبث الأمل في الروح ويقدم رسالة رائعة للبلد أنا أنتمي له.
* مسرحية بارانويا حققت جائزتين دوليتين حدثنا عنها؟
مسرحية بارانويا تنتمي لمسرح الشارع من تأليف حسين مدوحي وإخراج مصطفى الظويهري وتمثيل حسن حنتوش وحسين مدوحي وتقنيات العرض جواد عادل فازت المسرحية بجائزة أفضل عرضا لمسابقة الدولية في مهرجان دربنديخان الدولي لمسرح الشارع بدورته السابعة بمشاركة مصر وتونس وإيطاليا وفرنسا وجيلي وإيران وأسبانيا وفازت أيضا بجائزة أفضل عرضا متكاملا في مهرجان كركوك الدولي لمسرح الشارع وتسافر المسرحية يوم 17 من الشهر الحالي إلى تونس للمشاركة بمهرجان سيكافينريا في مدينة الكاف، والمسرحية تتحدث عن أحلام شباب عراقيين يحاولون تحقيقها من خلال الهجرة غير الشرعية لكنهم يصدمون بواقع مظلم.
* كلمة أخيرة:
– كل الشكر لك على هذا الحوار الجميل وشكرا لمؤسستكم الإعلامية، وأتمنى دائما أن أرى تطورا في المجال الفني العراقي ليس على مستوى المسرح فقط، بل في كل الفنون الإبداعية كوننا نمتلك طاقات إبداعية هائلة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى