أخبار العائلة العربية في المهجرالاخبارالاقتصاداوربي

تصاعد أعداد اللاجئين المنخرطين في سوق العمل في ألمانيا و بدعم حكومي

#الشبكة_مباشر_برلين

تكشف إحصائيات مركز العمل في مدينة “مولهايم” الألمانية، عن تصاعد أعداد اللاجئين المنخرطين في سوق العمل في المدينة، الوقعة في ولاية شمال الراين-فيستفاليا، خلال العامين الأخيرين.

وتعتبر الولاية الألمانية واحدة من أكثر الولايات الألمانية استقطاباً للاجئين والأجانب في ألمانيا، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد الأجانب فيها وصل إلى 1.8 مليون أجنبي، مقسمين بين مقيم ولاجئ.

أغلب المهن، التي انخرط فيها اللاجئين في مدينة مولهايم، انحصرت بحسب بيانات وكالة التوظيف الألمانية في مجالات المهن اليدوية وقطاع الخدمات بشكل رئيسي، لافتةً إلى أن الإحصائيات لا تشمل اللاجئين المنخرطين في عمليات إعادة التدريب والتأهيل المهني.

نقص حاد..

من جهته، يشير رئيس مركز التوظيف في مولهايم، “توماس كونيتزكا”، إلى أن تركيز الوكالة على دورات اللغة وتعلمها، أسهم بشكل كبير في انخراط أعداد كبيرة من اللاجئين في سوق العمل خلال العام 2018، لافتاً إلى أن ذلك كان واضحاً من خلال البيانات والإحصائيات المتعلقة بعدد اللاجئين المتلقين للمساعدات في المدينة.

يشار إلى أن عدد اللاجئين الموجودين في مدينة مولهايم الألمانية، يصل إلى نحو 5 آلاف لاجئ، وصل معظمهم خلال موجة اللجوء صيف العام 2015.

تعليقاً على فرص التوظيف وتصاعد عدد اللاجئين في سوق العمل، يؤكد الخبير في مجال توظيف وإدماج اللاجئين، “ناصر جنابي” أن المدينة تعاني من نقص حاد جداً في حجم العمالة، مؤكداً على أن عدد اللاجئين في المدينة لا يكفي لسد ذلك النقص، لا سيما في مجالات العمالة والخدمات اللوجستية.

إلى جانب ذلك، يوضح “جنابي” لأخبار العرب، أن توفر الرغبة لدى معظم اللاجئين بالاندماج وتحسين أوضاعهم القانونية من خلال الحصول على بطاقات المواطنة، كان العامل الاكبر في نجاحهم بدخول سوق العمل الألمانية عموماً.

وكشفت إحصائيات مركز التوظيف أن عدد اللاجئين الذين وجدوا فرصة في سوق العمل الأساسي بشكل مباشر دون شركات وساطة، عام 2017 وصل إلى 148 لاجئ، في حين ارتفع العدد عام 2019 إلى 281، لاجئ.

مؤشرات نجاح مزدوج..

دخول اللاجئين إلى سوق العمل بهذه الاحصائيات خلال خمس سنوات من التواجد في ألمانيا، يرى فيه خبير التنمية البشرية، “بشر الحاج” مؤشراً على نجاح مزدوج، سواء للاجئين أو لخطة الاندماج، التي تتبعها وكالة العمل الألمانية، لافتاً إلى أن هذا النجاح لا يمكن ان يقوم على عامل واحد فقط، وإنما هو حصيلة جهد مشترك من طرفي المعادلة.

إلى جانب ذلك، يشير “الحاج” إلى أن التسهيلات التي قدمتها مكاتب العمل من دعم مالي ودورات تأهيلية تتعلق بسوق العمل، شكلت عاملاً أساسياً ومحفزاً للكثير من اللاجئين للبحث أكثر في مجالات العمل وفرصه، معتبراً أن سياسة الحكومة الألمانية مكنت اللاجئين من إثبات قدرتهم على التحول لطاقة انتاجية واقتصادية مهمة للدولة الألمانية، خاصةً وانهم تمكنوا من تحريك النشاط الاقتصادي في المناطق التي أقاموا فيها.

ووفقًا لحسابات معهد سوق العمل والبحث المهني في نورمبرج (IAB)، فإن كل لاجئ من بين ثلاث لاجئين في سن العمل من الذين قدموا إلى ألمانيا منذ عام 2015 قد وجد وظيفة الآن.

الشهادات والتخصصات العلمية

قلة اللاجئين العاملين في المجالات العلمية والتخصصات الأصلية ضمن معدلات اللاجئين العاملين في مدينة مولهايم، يرجعه “الحاج” إلى القوانين الألمانية، ولا سيما في مجالات الطب أو الهندسة أو التدريس، والتي تتطلب مسيرة طويلة من العاملات تبدأ بالإمكانيات اللغوية العالية والاعتراف بالوثائق المصحوبة أو إجراءات تعديلاها في أكثر الأحيان، لتكون مطابقة للشهادات الألمانية، لافتاً إلى أن هذا الحال عام في ألمانيا ولا ينطبق فقط على مولهايم.

وتشير آخر الإحصائيات الرسمية وجود 9850 طبيب أجنبي عامل في عموم المانيا، يتصدرهم الأطباء السوريين بـ 4156 طبيبا، مقابل زيادة أعداد الطلاب الأجانب في الجامعات الألمانية في الفترة بين 2015 – 2018 بنسبة 228 في المئة، خلال السنوات الماضية.

في غضون ذلك، يرجح الخبير “جنابي”، أن تشهد السنوات المقبلة تصاعداً في نسب اللاجئين العاملين في مجالات وتخصصات علمية في المدينة، مشيراً إلى أن “الكثير منهم بات في المراحل النهائية من إجراءات مزاولة مهنته الرئيسية، سواء من نواحي التعديل وتوفير شروط مزاولة المهنة، بالإضافة إلى وجود آلاف الشباب اللاجئين داخل الجامعات، وسيكونون مؤهلين خلال سنوات قليلة لدخول سوق العمل.”

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى