مقالات

أهلا بالسيد الوزير !!

#الشبكة_مباشر_بغداد_د.كاظم المقدادي

مرت ايام وليال ثقيلة وقاسية ،، نمتها بعيون مفتوحة ، وقلب مجروح ، وجسد مقروح ، متذمرا ، لأن قضيتي تقاعس عنها الرئيس والوزير والخفير ،، بعد واقعة ( العارضة) المعترضة ،، التي استفزت جاري “السيد المتنفذ ” بالهالكة المهلكة ،، والمعتصم بحزبه ومنظمته وسطوته ، المتمترس في بيته الكبير ، يحسده الغني والفقير ، وحتى الشاعر النواس ، الذي استعاذ منه، ومن شر الوسواس الخناس .

جاري المتنفذ ، ومذ ان حل علينا بسوداويته ، ظل يبحث عن اجراءات ، امنية وسياسية ، وعن مجال حيوي ، حاسبا ذاته دولة اقليمية ، محاولا التشبه بكهلة قادة حزبه، ،، وهو الشاب الثلاثيني بطموحه اللامشروع ، والذي قال لي مرة وبنبرة متبجحة ( نحن الدولة والدولة نحن ) !! .

وفعلا تحرك ( دولته) اخيرا ، وفي اسوء صورة لاستخدام السلطة ، ليأتي بقوة امنية ، تحمل شعار الشرطة الاتحادية ، وصلت خلال دقائق لمنع اجراءات اولية لم تكتمل ، لنصب عارضة بثلاثة مترات ، امام ممري الخلفي ، بعيدا عن واجهة بيته الفخم الذي يقطنه ، وهو يعرف ان حزبه وقادته ، قطعوا شوارعا وطرقا بأكملها ، و أقاموا العوارض والموانع ، واهانوا المترف والجائع .

هذا الممر .. اصدقائي ، هو المنفذ الوحيد لنا . وفكرة العارضة المقترحة ، لا تضايقه اطلاقا ، ارتأيت نصبها لمنع تجاوز سيارات الذين يأتون علينا من كل مكان ، وتغلق علينا المنفذ والجدران ، وتمنعنا من الخروج في اغلب الاحيان ،، ومنها سيارات اصدقاء الجار المتنفذ البطران .

و لابعاد سياسية واضحة ، كان يحاول ابعادي عن بيتي الصغير ، حتى لا ارصد تحركاته وكثرة زواره ، و انا بطبعي و اخلاقي ، احترم جاري ، و لا اتدخل بشؤونه العامة ، وان اختلفت معه في توجهاته الخاصةً .

ظل يحاول ويحاول اجبارنا على بيع (المشتملين الخلفيين) بواقع 100 متر لكل واحد منا ، وقد استسلم جاري ، و باع بيته بارخص الاثمان ،، ويحاول الان و باستمرار ، اجباري على ترك الدار ، حتى تذهب عني القيمة والمقدار !!

شرحت كل هذا ،، الى ضابط رفيع في مستواه المهني والاخلاقي ، جاءني مبعوثا من المكتب الاعلامي للسيد رئيس الوزراء ، وهو ايضا ضابط ارتباط بوزارة الدخلية ، وبعد مرور اسبوع لم المس أية اجراءات قانونية و لا قضائية كبحق القوة الامنية ، التي تحمل باجات الشرطة الاتحادية ، اساءت اليً بشكل خارج الضوابط القانونية والاخلاقية !!
قضيتي،، يا اصدقائي ، باتت ( قضية رأي عام ) بأمتياز تحاول وزارة الداخلية طمطمتها، على الرغم من انها تجسدت بنشر مئات الرسائل والمقالات والمدونات لكبار المثقفين ، والكثير من الهيئات والتجمعات والنقابات ، حتى تم بث عشرات اللقاءات الاعلامية ،، عن طريق الفضائيات والفيديوهات ، وكلها انتشرت كالنار في الهشيم ، في مواقع التواصل الاجتماعي ، وكانت حديث الناس في المطاعم والمقاهي ، وشكلت جميعها ضغوطا ومناشدات ،، لم تجبر سيادة الوزير لاتخاذ ابسط الاجراءات .

كنت (احلم ) … ان يزورني السيد الوزير ، بعد ان انتهكت شرطته حقوقي وحرمة بيتي وبابي ، وكنت اتوقع تقديم الاعتذار لي ، ولم يحصل مثل هذا الشيء لحضرة جنابي .
وبعد ان ضاقت عليً الارض بما رحبت ،، والعيون بما دمعت ، فرحت بحلمي ، لأجد نفسي مع السيد الوزير وهو يستفسر عن قلة حيلتي واحوالي ، بعد ان خصني بزيارة ميمونة ، وخطوة ممنونة ، حتى انه همس بأذني مبتسما : لاتگول بعد ( الشعب في خدمة الشرطة) فالشرطة ، ستظل في خدمة الشعب) .
شكرت السيد الوزير وانا غاط بنومي ، على هذا الحس المهني السديد ، والاداء الوظيفي الفريد ،، بعد ان ترك وراء ظهره مهمات وملفات ثقيلة ،، منها السلاح المنفلت . والعشائر المنفلتة ، وتجار المخدرات ، والابتزاز الالكتروني، والابتزاز الجنسي ، والابتزاز الوظيفي ، وحوادث المرور ، وكاميرات السرور ، والمحتوى الهابط ، والمحتوى الخابط ، وسطوة الفانشينستات والبلوگرات .

اخيرا ،، طلبت من السيد الوزير ، الصعود الى مكتبتي .. وفرحت لانه لبى دعوتي ، وزاد فرحي عندما طلب مني اهداء ممهورا لمؤلفاتي الجديدة ، كما انه استعار مني بعض كتبي القديمة ، مثل ( في اسباب ثورة العشرين ، ووعاظ السلاطين ، وفوائد دمج الزيتون مع التين ) ولن يخرج من بيتي الا ،، بالتقاط صورة تذكارية ، لنشرها في صفحتي الالكترونية ، ليراها جاري المتنفذ الشرير ، وتراها القوة الامنية التي قادها الضابط الصغير ،، لتكون اشارة و رسالة قوية الى كل من يتجاوز على عناوين اعلامية وثقافية واكاديمية .

كنت اتمنى ،، ان لا استيقظ ابدا ، وان يطول نومي بعد ان تعبت من الكوابيس والكواليس .

كنت اريد ان يستمر الحلم ،، لكي اصدق مغزى فخامة الكلمات وثقل الدروع والنياشين ،، التي تعلق على صدري كأي فارس همام ،، حتى اني صدقت ،، من اني ذاك الفارس الاعلامي الهمام ، والعملاق صاحب الزمام ، وليس رقما من الارقام ، يتحرك في وسائل الثقافة والفكر والاعلام ،،

لكن .. الحقيقة ، هي غير ذلك في عقل السلطة واهل الوجاهة والبنيان ،، ثم اني استغربت كثيرا من اطلاق اسماء المجسرات والمدن الجديدة ،، على شخصيات فنية وادبية ، لها ثقلها الوطني ،، فائق حسن والحواهري وعلي الوردي .

يبدو اننا الذين على قيد الحياة ،، لسنا سوى عمالقة على الورق ،، يذكروننا في حفلات التكريم ، في المناسبات والخطابات والمجاملات .
دق هاتفي ليلا .. فاستيقظت من حلمي فجأة ، كان المتصل من السويد ، صديقي الاديب نصيف الناصري ، الذي شاركني محنتي بالرثاء ،، وبين الحلم واليقظة ،، زاد ارتباكي ، وتاهت فطنتي ،، فضحكت طويلا .. لكنه ضحك كالبكاء .
كاظم المقدادي .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى