الثقافة هي الخيط الرفيع الذي يشد المجتمع الى بعظهم
د. فوزي الكناني
الثقافة أمر مهم في حياتنا وهي التي توجد التلاحم والالتقاء حينما تتباين الاراء فتكون الثقافة من يصهر الجميع في بوتقة واحدة. والثقافة هي التي وحدتنا وغيابها يبعث على الاسف وكانما هو غياب لعضو هام في الجسم فالثقافة والكتاب جزء مهم من أي مجتمع.
الثقافة في تراجع مستمر لان ثمة تجاهلا مقصودا لهذا الامر غالبا ماينطلق من أنعدام الجدوى وقلة المردودية وكان الثقافة سلعة يجب ان تباع ونقبض ثمنها مباشرة ويتجاهلون عن عمد ان الثقافة والبناء الثقافي باشد الحاجة الى الاصرار والزمان لكي يكون لها اثر حقيقي ..اما ما يتعلق بدور النشر الخاصة فنادرا ماتتبنى عملا في أي من تلك المجالات بل هي تذهب مباشرة الى كتب الطبخ والابراج والرشاقة والوعظ وغيرها من الكتب التي تتضمن أنها ستبيع وتربح من ورائها بشكل سريع وتترك للراغبين من الكتاب ان يدفعوا تكلفة عملية الطبع اذا ارادوا النشر .
ويعرف أهل الكار ان اجر أي مادة ثقافية عندنا بالكاد يستحق الاهتمام سواء كان ذلك يتعلق بكتابة او محاضرة او مشاركة في فعاليةوأجور الكتب كالشعر والرواية والقصة باستثناء الاسماء الثابتة في اللوح المحفوظ عند اصحاب الشأن هي اجور مؤلمة في الواقع سواء ما كان منها من المؤسسات الثقافية او أتحاد الكتاب العرب ..
وإذا انتقلنا الى التلفزيون والمحطات الفضائية العربية عموما فيما يخص الثقافة في هذا المجال لوجدنا أن البرامج الثقافية غالبا ما تذهب الى الاوقات الميتة من شاشة العرض بقرار او بشكل تلقائي بات اعتياديا او باي طريقه فالنتيجة واحدة والبرامج الثقافية ليست بنظر البعض سوى ثرثرة مضطرون لتمريرها حتى لا يقال إننا أعداء لها وإلى هذا كله لا نعدم أن نجد من يبكي ويتباكى من المسؤولين على حال الثقافة وما الت اليه ….ولو سالته أن يفعل شيئا ما أو يبادر بطريقة أو باخرى لسارع الى القول أنه الواقع .ورغبة الجمهور والامكانيات ولساق لك كل مافي الارض من مبررات..
وأن الاجيال القادمة في معيار هذا الواقع ربما لن تعرف من الثقافة إلا ثقافة الجسد الذي تراه مبتذلا على الشاشات.
والحكومة تنظر للثقافة على أنها هي التي تخدم السياسة فقط فالبخل الشديد من جانب الحكومة على الثقافة شمل المسرح ايضا وكذلك نرى ان الفنانين حرموا من المشاركة في المهرجانات الدولية بسبب عدم وجود الدعم لهم من جانب الحكومة.واعتقد ان إعادة بناء المؤسسة الثقافية هو الشرط الاساسي لاعادة الحياة الثقافية في بلدي العراق .
