أدب وفن

البلورة السحرية_ قصة قصيرة

#الشبكة_مباشر _بغداد_شيماء حسين

ها انا ادخل البهو المخصص لراحة العمال بعد ان داهمني الجوع ومعه العطش اشعر بالدوار وكأنه انخفاض بدرجات الضغط لابد لي من الراحة لعلي احظى بوجبة دسمة تعوض ماخسره جسمي بعد عمل شاق ومرهق ، ولكن ليس هذا هو البهو الذي اعرفه فانه ارتاده كل يوم ومنذ سنوات ما الذي تغير فيه كل شيء ابيض بل ابيض ولزج ومطاط ، اين تراني عالق ؟ اين النوافذ اين السقوف اين الجدران ، مالي اتدحرج ككرة الثلج مالذي يصطدم بي ويرميني في قاع هذه البلورة الا يوجد خرم في هذه الفقاعة اللزجة اريد هواء يعافي رئتاي.

لحظة صمت ، اني اسمع همساً يقترب مني ، احاول ان اتبين مصدره ، او هيئة صاحبه اظنها عجوز في خريف العمر صوت مصحوب بالسعال بعد كل جملة او جملتين ، هل تخاطبني ام تخاطب شخص اخر ام تخاطب نفسها ؟ هل هي تراني اصلا؟ اخذت اتبين الصوت وافهمه انها تخاطب ابنها العاق وتقول : يا لسرعة الزمن سرق منا كل شيء الوقت والعافية ثم تسعل سعالا قوياً وتستأنف كلامها : هل كان ولدي عاقاً بعدما اجبرني على ان اهجر الاكلة التي احبها لقد تركتها من اجله ليس علي ان الومه فهو رجل واغلبهم لايحبون الرز الملفوف بورق العنب .بعدما سكتت قلت في نفسي : يالسذاجتها انا عالق في هذه البلورة وهي تعاتب ولدها على شيء لايهمني من اين اتت تلك الشمطاء او الجميلة لا ادري فانا لا ارى وجهها من مكاني هذا تعاود السعال والكلام قائلة : ساترك ولدي للزمن كي يعالج غروره هو الان اب لولدين وكما تدين تدان سيجبرانه على ترك مايحب يوما ما .

هل انا احلم يخيل الي انها تتجول في مطبخ …نعم انه مطبخ وانا اسمع صوت قدح او اناء زجاجي ارتطم بالأرض اظنها الان تجمع الزجاج .. انها تئن هل جرحت نفسها ، اتوق لرؤيتها الان اكثر من رغبي بالخروج من هذه الكرة اللزجة هل علي ان اصرخ كي تسمعني ؟ هل سيصلها صوتي ؟ سأحاول رغم تيقني انه لاجدوى من ذلك ، احس انها تقترب مني بدا كل شيء واضح خطواتها وصوت الاواني انها تخلط شيء ما اكاد اميزه من صوت الاواني الكثيرة وقناني التوابل فهي تحركها بسرعه وتصدر صوتاً اعرفه انها تتمتم بيتزا بيتزا بيتزا شهية .

نعم هي على حق هذه بيتزا فرائحة الصلصة الحمراء تملأ انفي ولكن ما بال هذه البلورة السحرية اخذ يتغير شكلها انها تضيق علي … ابعادها تقترب مني يا الهي المكان يضيق بي هناك عصا خشبيه تحدل فوق جسدي ماهذا واين انا ؟ بدأت ارى النور واشم الهواء , هناك يدان تلتقطاني لازالت اقدامي عالقه في تلك اللزوجه انها ليست بلورة سحرية انها عجينة بيتزا .
اخيرا رأيت وجه العجوز انها جميلة انها امي نظرت الي وقالت : اعددت لك البيتزا يا ولد.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى