أدب وفن

خيبة أمل …..شيماء حسين

#الشبكة_مباشر_بغداد_ شيماء حسين

خيبة أمل ….قصة من الواقع
للمرة السادسة الد بنتا وهذة المرة لم اختر لها اسما تركت هذا الامر لجارتي التي صاحبتني لبيت القابلة،كان هذا الحديث قبل عشرون عام والأن ابنتي سميراميس تبلغ من العمر عشرينه،…
لم يكف عطاء الرب لي،
فكل سنة الد بنت إلي
أن وصل عددهن ستة
بنات وولد واحد كان الختام المسك في رحلة الأنجاب،…
ابنتي الأولي سلسبيل هي اول بختي وهي أيضا تختلف عن أخواتها في كل شيء تحمل المسؤولية بجدية نستطيع أن نعتمد عليها ،ونثق في منحها دور
الام بدلآ عني إن غبت عن الحضور…واما سلمي فهي
أجملهن في كل شيء واكثرهن غرورا وصعبة المراس وكثيرة الطلبات ،
سعاد ابنتي الثالثة ..مرحة
سهلة هشة لا تهتم ولا تقلق
عفوية سمراء ذات ملامح مثيرة،تتحرك دوما كانها فراشة .ورابعتهن سلوي،
فهي أنطوائية لانسمع لها صوت ولانشعر لها بحركة
تجدها حيث تركتها…هدوئها مستفز،
سلمى هي الخامسة قراراتها سريعةوصوتتها مسموع ومشاريعها ناجحة ،قريبة الشبك من اختها الأولي واما الاخيرة منهن المدعوة سميراميس
اسم مميز لشخصية مميزة
أيضآ كونها معاقة من بينهن
الخمسة لقد خرجت إلي الحياة بعوق لا دواء له
هذا ما جعل الاهل يشفقون عليها ويهتمون بها اهتمام خاص مع مرور الوقت وممارسة الحياة بحلوها ومرها رزقت بولد اسميته
سلوان….سلوان ولد مدلل
ولما لا وهو الصبي الوحيد
بين كل هؤلاء النسوة…في بيت بسيط جمع هذه العائلة كان لايهم الاب
غير توفير سبل الحياة
خاصة لبناته لكنه ترك لي
المسؤوليه الكبري في تربيتهن ،لطالما يغضب ويثور ويهرب تاركآ كل المسؤولية علي عاتقي
وبحكمة وتريث ورغبة
في النجاح بدا الحال يتغير
إلي إن حدث مالم في الحسبان،وهو قرار الوالد
إن يزوجهن لمن يتقدم
لهن ،بعد إن كان هذا عكس رغبته لكن الحياة غلبته واستسلم ..كانت سعاد هي
صاحبة النصيب الاسوأ بينهن.ورغم دلالها وخفة ظلها وضحكتها الساحرة
يتقدم للزواج منها رجلا
بكبرها بعشرين عام ميسور
الحال ويملك ملا يملك أبوهن وافق الأب دون تردد
طالبآ بنقود حق تربية لابنتة….
لم تملك الأم غير البكاء والحسرة من خلف جدران
العذاب ..تم الزواج وخفف
حمل الوالد حمل وبدا يفكر
في اخري ..
راحت الأم تفرش فراش ابنتها سعاد وهي تلتمس غطاء فراشها باكية وراجية الوسادة إن ترعي ابنتها..
وتستمر في البكاء إلي أن تغفو علي فراش ابنتها العروس …
ذات ليلة
بين جنبات العتمة قررا البنتان اللواتي متشابهات
في الفكرة والطرح وفي
كل شيء أن يهربا تاركات
البيت الذي اصبح بمثابة
محل لبيع البنات..ى
تركن البيت إلي مصير
مجهول…..
سلمي وسلسبيل…..!!!
بين الكلام ورجفة الجسد بين الخوف والرهبة، سلسبيل سمعت والدي
وهو يقرر زواجي من صاحب محل الاقمشة
وهو رجلا أصم ولقد وافق
والدي دون تردد ..وانت ياسلمي بات دورك قريب
لذا لا تندمي علي فعلتنا أبدآ..سلمي..اختي إلي إين الواجهة ،سلسبيل.. لاتقلقي
سنكون بخير وامان…
لقد تم الهروب وهن تاركات
خلفهن أبآ اصابه الجنون وأم علي دراية بفعلتهن..
لكنها كذبت خوفا من الأب
في صباح اليوم التالي لهروبهن استيقظ الأب وهو يسمع حديث سميراميس
وسلوي وسلوان ووالدتها
تردد ماذا سيكون حال والدكم إن علم بهذا الأمر
لاتخبروه ….
هنا دخل الأب ليعرف حقيقة تصريح سميراميس برغبتها في الهروب لولا الإعاقة وهي تقول لو لي
قدمان مثلهن لعزمت علي الرحيل بدلآ من بيعي كجارية في سوق المتعة
الرخيصة …علم الاب بما حل وفي لحظة غضب
اقترب منها وسحب الكرسي التي تتحرك من خلاله واخرجها من باب المنزل لتسقط ارضا امام الناس منكبة علي لاتستطيع أن تساعد نفسها وراح يغلق
الباب بقوة وهو يهدد الام واخواتها بعدم فتح الباب وراح يجرجر بسعر أمهم إلي المطبخ وهو يقول بصوت عال أنت تعرفين أين البنات اخبريني قبل حدوث مالا يحمد عقباه
هنا أضطرت أن تكذب وتخبره انهن ذهبا إلي جدتهن ولم يهربا وسوف يعودون إلى البيت خلال يومين ماجعله يترك شعرها وهو يبصق عليها منطلقا خارج البيت دون ان ينظر إلي ابنته طريحة الارض
في الشارع والناس يسعدوها للجلوس علي الكرسي المتحرك…
دخلت سميراميس البيت واستقرت أمام نافذة غرفتها وراح نظرها ينصب إلي نهاية الشارع حيث محطة القطار وهي تتأمل منظر الركاب وهم مسافرون مشين علي اقدامهم رغم حزنها علي صنع والدها بها كانت سعيدة لما فعلن اخواتها
سلسبيل وسلمي…
ظلت متسمرة دون حراك
وكأنها تخطط لامر ما. .
انامل امها تلمس شعرها الاحمر يتردد صوت الأم المكسور..حبيبتي ابنتي آسفة وحزينة بما حل بك تمزق قلبي والأن انا في حيرة من امري كذبت عليه وهو الأن ينتظر خير بوجود أخوتك عند جدتك استدارت سميراميس بالكراسي مبتسمة وهي تنظر بستهزاء ثم قالت: لاتقلقي يا أمي كل شيء
سيكون بخير …عاد الصباح
والهدوء يعم المنزل والقلق لم يفارقها ..فرشت الارض
بالأغتيات وقررت أن تغير من الحزن والقلق والاكتئاب
وبسرعة طلبت من اخوانها أن يفتحون النوافذ ليدخل الضوء ويهرب الظلام بجرعة كبيرة من التحدي وهي تطلب من والدتها أن تعد لهم السمك المشوي بطريقتها المميزة لاتهتم بامر النقود كل شيء سيكون علي اكمل وجه
دخل الأب الكل عاد منزعج
هن لايعرفون ماذا يريد اقترب من سميراميس
نظر لها… تكلمت قبل أن يتحدث لا بأس يا أبي كل شيء سيكون مثل ماتريدنحن جميعاً طوع امرك هدا الاب ثم أتكأ وجلس….
المكان اصبح اكثر راحة والطمأنينة عمت المكان.
وبدا تحضير الطعام علي المائدة وفي ملامحهم الرضا اقتربت سميرا.
وهي تنادي والدها ووالدتها واخواتها سناكل وبعدها سنخرج نلتقي جدتي واخوتي عند النهار
لم يعارض احد علي العكس
باتت الامور رائعة…
وقفت سميراميس لأول مرة تاركة الكرسي المتحرك
بعدما أتمت واجبها وهي تقول لعائلتها
لم أعرف إن وجع السم جعل
قدماي تقف لأسقط للأبد.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى