أدب وفن

الخروج من الواقع …….بقلم الكاتبة شيماء حسين

الشبكة مباشر

مثل كل يوم لاجديد اليوم يشبه ابن امس عمل ثم عمل ثم هروب الي السرير وانا منهك ارتمي على فراشي كأنني جثة هامدة.
وانا عائد للمنزل استوقفتني فتاة صغيرة لا يتعدى عمرها العشر سنوات تقريبا وهي تحمل عدد من الأكياس الممتلئة بالحاجيات.
مساء الخير يا ياحلوه. هل لي أن ساعدك
نعم سيدي سأكون شاكره لحضرتك منزلنا قريب هو في الركن الذي خلف هذا الشارع قرب المشفى تحديدا.
لا بإس هيا.
حملت عنها ما كنت عاجزه من حمله وبديت بالحوار معها وانا في داخلي شعور جميل لم اتردد من المساعده
وهي فرصة أيضا لكي اخرج من دائرة الروتين الممل ماشيا مع طفلة عقلها كبير جدا سبق عمرها كثيرآ.

لماذا لم يأتي أحدا معك للتبضع وكيف تستطيعين ان تجلبين كل هذا لوحدك؟
انا ياسيدي اعيش مع جدتي وليس لدينا سوانا
فقد امي وابي.
ولم يكن لجدي سوا والدي هكذا حدث
َلم يبقى لجدتي سواي ولم يبقى لي سوا نفسي.
ثم سكتت ونظرت الي السماء طويلا
داهمني الحزن بما سمعت منها وشعرت بالأسف لها
شخصية قوية وكلام موزون وثبات مميز.. كيف للايام ان تفعل كل هذا لطفلة فقدت
المتعه للطع الحلوى ورفقة الأصدقاء والجري خلف كل ما يتمتع به اقرانها مسكينه فعلا.
لا بأس حبيبتي لابأس.
قلت لها هذه الكلمات َ…وانا محرج من سوالي لها ليتني لم اسأل.
واصلت الصمت واقاربنا للوصول.
التفتّت لي وخترقت نظراتها عيناي لم تكن نظراتها طبيعية أصابني الخوف فجئة.
وقفت في مكاني..
ما بك.؟ تكلمي
ضحكت بصوت مرتفع وهي تقول هل خفت هذه اللعبة علمتها لي جدتي ان اغير نظرتي واخيف المقابل تقول جدتي
الحياة معركة
ففي الحياة. التقي بالكثير من الناس لذا يجب على أن أكون جاهزة للمعركة..
تمتمت لنفسي…. مجنونة..
ردت علي وهي مبتسمه
اني اسمعك
ضحكت و واصلنا المشي
واخيرا….
لنقف هنا سيدي باب منزلي قرب هذه الشجرة.
حسناً سادخل الحاجيات وأكمل جميلي لك أيتها المشاكسه.
ضحكت وراحت تطرق الباب بقوة ولم يكن هنالك مجيب
كررت طرق الباب لعدت مرات ولم يكن هنالك رد.
وقفت الطفلة لتخرج من حقيبتها مفتاح لفتح باب المنزل وبالفعل انفتح الباب اخيرا.
حملت الأكياس ودخلت خطوتين و وضعت بالحاجيات في الأرض
وهكذا تمت المساعده.
هل كل شيء على ما يرام ياحلوه.
عذرا سيدي هل لك ان تساعدني بحملهم للمطبخ والاطمأنان على جدتي.
حسناً.
فتحت الباب الرائيسي في أول خطوة صرخت بصوت عالي سيدي يا سيد
اخلع الحذاء البيت نظيف ارجوك.
مجنونه مجنونه…. افزعتني للمرة الثانية.
خلعت حذائي وانا احمل الأكياس متجه إلى المطبخ كما أخبرتني
هنالك في احد الغرف التي تجاوزتها وانا امشي يوجد صوت كرسي هزار وظل يخرج من باب تلك الغرفه يدنو تار وتارا أخرى يعود
وقفت تارك ما احمل على الطاولة لارئ ما حكاية هذا الكرسي وبعد النظر انها تفاصيل رجل َليس باامراءة كما قالت..
تقدمت نحو الغرفة خطوة بعد خطوة وفي رائسي يدور سؤال.
ماذا لو كنت الان في ورطه بسبب هذه التي ادعت انها وحيدة مع جدة عاجزة..
دخلت الغرفة وانا اطرح سوالي بصوت عال كي اكسر حاجز القلق الارتباك واكشف عن ما يدور خلف قصة تلك البنت
وبدون اذن او استاذان اقتحم الباب..
يا سيدي يامن تجلس على هذا الكرسي هل انت صاحب هذا المنزل؟
تقدمت اليه وقف ومن ثم استدار..
انه انا..
نعم انه يشبهني في كل تفاصيلي
انفي.. فمي.. الشامة التي تعتلي جبيني شعري وتصفيفه.. انت
.. من تكون.؟انت انت؟
وانا في فوضى وذهول حاطني الخوف من كل الاتجاهات فزعت ورحت راكضاً تارك خلفي ما رأيت
وبهذه اللحظات تتوقف البنت امامي تطلب مني أن أهدأ.. وهي تضحك بصوت عالي وتقول لاوجود باب للخروج توقف عندك وتستمر بالضحك يستفزني صوتها الذي تغير وصار يسبقها بالعمر.
وهنا أقف متعب ومنهك لا وجود لمخرج لاوجود للابواب ولا النوافذ البيت عبارة عن مربع كبير يفصله الاثاث القديم كيف تغير كل شيء
وكيف لي أن اخرج من هذه المتاهه
راحت اقدامي تتسابق لتدخل لغرفة ممتلئه باللوحات فصار نظري ينصب لتلك الرسومات الغريبة تنبثق من خلالها روائح غريبة
حيث وقفت قرب لوحة رسمت عليها رجل خباز تلطخت ملابسه بالعجين وهو يمد يده إلى الفرن ويخرج قطعة خبز محمصه احاطت اللوحه تلك الرائحة انه امر عجيب للغاية ومن ثم اخذتني خطواتي إلى لوحة اخرى لحقول الياسمين وقطرات المطر تغسل الأرض وقوس قزح اخذ مساحة كبيرة من تلك اللوحة وصرت استنشق رائحة المطر والأرض والياسمين
شعرت باسترخاء عجيب ونسيت ما حل بي.
ورحت اتجول من لوحة الى اخرى وانا استعد للرائحة القادمة بقلب هائم لا يعلم نهاية تلك الرحلة.
استوقفتني للوحة لأم احتظنت طلفها فنتشرت المكان بعطر كان يشبه عطر امي..نعم انه خليط أعواد القرنفل وزيت ورد البري… انه عطرها..
فاضت عيناي بالدمع والحنين لتلك الايام حيث الأمان والحب.
شعرت بالتعب والملل جلست أرضا وانا أمد قدماي ورائسي صار بين ذراعيي صرت اتنفس بسرعة وفي داخلي فوضى وزحام من الأسئلة والقلق والخوف..
أين أنا وماذا حل بي..
صمت صوت عقارب الساعة تتغازل بغضب رفعت رأسي وانا اتفقد الوقت..
إنها العقارب وحدها دون أرقام
أين ولت تلك الأرقام اللعنه..
ماذا حل..
وقفت بسرعة وصرخت بصوت مرتفع
أين أنا اللعنة..
وفي هذه الاثناء عم المكان عطر نسائي غريب ومذهل جعله يهدأ ليقوده العطر إلى مكان اللوحة.
إنها لوحة لفتاة شكلها غريب لكنها جميلة للغاية عاريه شعرها يغطي جسدها من جهة والجهة الاخرئ بانت كل معالم الجمال
تحمل بيدها قنينة عطر مكسورة الجزء المكسور يسقط تحت قدمها ويخرج الدم بلون أحمر وما تبقى من عطر رسم على شكل زيت أخضر انتشر على نهدها يفترش ماتبقى من جسدها بخطوط عجيبة وجميلة..
اللوحة مثيرة بتفاصيلها
نظرات فتاة اللوحة تتكلم كأنها حقيقة.
وبحركة من الدهشه والانبهار..لمس اللوحة وراح يلامس شعرها مرة تلوو الأخرى.
سمع صوت صراخ لترتطم السيارة بجدار احد المنازل والبنت لازالت تصرخ يا عم قد تعديت المنزل منذ عشر دقائق وانا احاول استيقاظك…
انزلني هنا لا اريد مساعدتك..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى