الرئيس الصيني يفتتح القمة الصينية العربية ويلقي خطابآ بمناسبة مرور 20 عاما على إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني
#الشبكة_مباشر_بكين
افتتح الرئيس الصيني “شي جينبينغ” فجر اليوم ببيكين اعمال ” منتدى التعاون الصيني العربي بحضور رئيس الجمهورية قيس سعيد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط .
واعرب “شي جينبينغ” عن إحساسه العميق بالألفة” مع الدول العربية، بهدف تعميق العلاقات مع المنطقة. وقال في كلمته الافتتاحية “كل مرة ألتقي فيها بأصدقائنا العرب، أشعر بإحساس عميق بالألفة”، مضيفا أن “الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم”.
وأضاف شي أن “الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق”، وفق ما ورد في بيان لوزارة الخارجية الصينية.
كما أكد “شي جينبينغ” أن “الصين جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات”. وتابع “سندعم مشاركة شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية بقدرة إجمالية تفوق ثلاثة ملايين كيلووات”.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد، اعرب بدوره في كلمته اليوم الخميس في أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، عن التطلع إلى دعم ما تم بناؤه مع الصين منذ ستة عقود والعمل على مزيد الارتقاء بالعلاقات المتينة بين البلدين إلى أعلى.
وقال إن الهدف من استحضار التاريخ المشترك هو “الاستلهام منه لنواصل معا في بناء تاريخ جديد يسوده العدل ويقوم على الحرية وعلى الإرادة المشتركة في التآزر والتعاضد والتعاون”.
وفي سياق آخر، اضاف رئيس الجمهورية إن تونس التي ينشد شعبها العدل في الداخل، ينشده أيضا على الصعيد العالمي، مجددا التأكيد على موقفها “الثابت والراسخ المتعلق بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقه السليب في كل أرض فلسطين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وأشار إلى أن “المجتمع الانساني بدأ ينتفض في كل مكان ضد هذا العدوان وهذه الجرائم البشعة، التي ترتكب كل يوم في حق شعب سلب لا من أرضه فقط بل حتى من حقه في الحياة”، داعيا المجتمع الدولي لأن “يلحق بما ينادي به المجتمع الانساني، الذي انطلق في التشكل كما لم يتشكل من قبل”.
كما أكد الرئيس سعيد على ضرورة العمل المشترك لتوفير مرافق عمومية تتنزل في إطار الحقوق الأساسية للإنسان أينما كان، ومن بينها الحق في الصحة وفي العمل وفي النقل وفي التعليم وفي العمل المستقر والأجر المجزي مع توفير الضمان الاجتماعي للجميع.
وشدد رئيس الجمهورية بالمناسبة على أن “الحقوق الأساسية للإنسان لا يجب أن تبقى مجرد قواعد في نصوص قانونية داخلية أو في صكوك دولية لا أثر لها في حيز الواقع والتطبيق، مؤكدا على أن “الإنسان هو ذات بشرية في الشمال وفي الجنوب والشرق والغرب والحقوق التي يجب أن يتمتع بها يجب أن تكون هي ذاتها في كل أصقاع العالم”.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدوره اليوم الخميس، خلال الجلسة الافتتاحية أنه لا يوجد سبيل للوصول إلى السلام والاستقرار الإقليمي والدولي المنشودين إلا من خلال المعالجة الشاملة لجذور القضية الفلسطينية .
كما أعرب السيسي عن التقدير العربي الكبير للسياسات الصينية تجاه القضية الفلسطينية ودعم “بكين” المستمر للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولحق الفلسطينيين المشروع في إقامة دولتهم المستقلة، داعيا كافة أطراف المجتمع الدولي الفاعلة للاضطلاع بمسئولياتها الأخلاقية والقانونية لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة، مطالبا بالعمل دون إبطاء على الإنفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية والتصدي لكل محاولات التهجير القسـري للفلسـطـينيين من أراضــيهم.
وقال رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد من ناحيته إن الاجتماع يأتي في وقت يحتاج فيه العالم التكاتف لمواجهة التحديات المشتركة، مضيفا أن الحاجة ملحة لتعاون عربي صيني مشترك مع التوتر الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط واستمرار الحرب في غزة مطالبا بوقف لإطلاق النار في غزة.
وأضاف رئيس دولة الإمارات: “هناك حرص على الارتقاء بالتعاون العربي الصيني لآفاق أرحب… أثق أن مخرجات هذا الاجتماع ستعزز من مستوى التنسيق بين العالم العربي والصين.”
ومن جهته عبر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة اليوم في الجلسة الافتتاحية عن الالتزام الجماعي لرفع مستويات التقارب والتنسيق المثمر على كافة المستويات مشيدا بالرؤية الموحدة لقادة الدول العربية لدعم وتطوير التعاون الإقليمي والدولي من أجل السلام والتنمية، والعمل على إنهاء كافة الصراعات والنزاعات، وصيانة الأمن والاستقرار الإقليمي، وحماية حرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية حفاظًا على مصالح دول العالم أجمع.
وقال انه” انطلاقًا من مسؤولية رئاستنا للقمة العربية، في دورتها الحالية، سنسعى جاهدين من أجل تنسيق المواقف وحشد الدعم اللازم لهدف السلام الدائم، وندعو بهذا الخصوص، إلى سرعة انعقاد مؤتمر دولي للسلام، لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته الوطنية مشيرا الى ان مملكة البحرين ابدت استعدادها لاستضافة هذا المؤتمر الهام مضيفا ” ان البحرين لن تدخر أي جهد لوقف الحرب المدمرة على قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، والدفاع عن حقهم في الحياة الكريمة الذي كفلته القوانين الدولية والشرائع السماوية”.
ومن جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال افتتاح الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني أن الجامعة تؤكد التزامها بدفع العلاقات بين الدول العربية والصين إلى مستقبل أفضل.
وقال : “نحتفل اليوم بمرور 20 عاما على إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني الذي مثل طفرة حقيقية في تاريخ العلاقات بين الجانبين؛ إذ اسهم في وضع هذه العلاقات في إطار مؤسسي شامل، حيث يمكن متابعة تطورها وإمكانتها المستقبلية الواعدة، وصار المنتدى منذ إنشائه قصة نجاح في التعاون الدولي متعدد الأطراف، في ضوء ما تمخض عنه من آليات ومذكرات مختلفة للتعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية”.
ويناقش منتدى التعاون الصيني العربي الدي يتواصل في بيكين من 28 ماي الجاري الى 1 جوان المقبل سبل تعزيز وتنمية علاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية الوثيقة التي تجمع بين الدول العربية، وجمهورية الصين الشعبية وتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها، بالإضافة الى بحث مستجدات القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك .