أدب وفنمقالات

✍️..صدى الكلمات.. أسفل السافلين و لكن..!!

#الشبكة_مباشر_بيروت_يهديها لكم.. صديقكم خالد بركات..

أرقى الناس أقلهم حديثاً عن الناس، ‏وأنقاهم أحسنهم ظناً بالناس، ‏انشغل بنفسك ‏طورها ‏دللها ‏أسعدها،‏ استثمر وقتك في شيء ينفعك أنت وينفع المجتمع، عود نفسك أن تعمل بلا تشجيع وأن تنجز دون تصفيق وأن تثق بنفسك بصرف النظر عن رأي الآخرين بك..
‏حينها ستحصل على السعادة، والسلام الداخلي والبهجة والتصالح مع الذات ومع الٱخرين..

من أروع ما كتب من قصص مليئة بالعبرّ..
مع الإعتذار من الأشخاص الشرفاء عن النعوت..
وهي إهداء بمحبة للكثيرين في المجتمع..
هذه القصة للكاتب التركي الساخر “عزيز نسين”

هذه القصة تدور حول رجل ذهب إلى قرية من القرى التركية النائية وعندما وصل إليها..

إستقل سيارة ليتنزه، وبينما هو في نزهته لفت نظره بيتاً جميلاً من طابق واحد، وقد تجمهر حوله عدد كبير من رجال ونساء وأطفال القرية..
فقال للسائق بيت من هذا..؟؟!!

فوجد السائق يتذمر ويقول :بيت الزفت السافل ربنا يأخده إنه الرجل الذي أرسلته الحكومة ليرعى شؤون القرية..
فقال الرجل : وما أسمه..؟؟

فقال السائق : ليذهب إلى الجحيم هو وإسمه، إننا ننعته بالرجل السافل الحقير، سافل بمعنى الكلمة…أندهش الرجل، فهو يعلم أن السائق رجل طيب وعلى خلق فكيف ينعت هذا الرجل هكذا بأبشع الصفات..!!

وفي مساء نفس اليوم، جلس الرجل في المقهى الرئيسي للقرية وتحدث مع صاحب المقهى قائلاً : أخبرني ما رأيك في الرجل الموظف الذي يرعى شؤون قريتكم..؟؟
فبصق صاحب المقهى وقال : انه سافل حقير..
فقال الرجل بفضول : لماذا..؟؟!!

قال له : أرجوك، لا تفتح سيرة هذا الرجل إنه حقير حقير حقير، لا تعكر مزاجي في هذه الأمسية بهذا السافل وسيرته..

وظل الرجل يسأل كل من قابله من أهل القرية نفس السؤال، ولا يتلقى سوى نفس الإجابة (الحقير المنحط أسفل السافلين)..

عندها قرر الرجل زيارة هذا الموظف في بيته ليرى عن قرب ماذا يفعل لأهل القرية حتى وصفوه بكل هذه الأوصاف الحقيرة..

ودخل إلى بيته رغم تحذير السائق، فوجد الرجل واقفاً وأمامه فلاح يسيل الدم من قدميه الحافيتين والرجل يضمد له جروحه ويعالجه ويمسح الجروح بالقطن وبجواره ممرضة وكانت تعمل بكل همّة مع الرجل لتطبيب ذلك الفلاح..
إندهش الرجل وسأله : أأنت طبيب..؟؟
فقال : له لا..أنا لست طبيباً..

ثم دخلت بعد الفلاح فلاحة شابة تحمل طفلاً أعطته إياه، فخلع الرجل ملابس الطفل وصرخ في أمه : كيف تتركي طفلك هكذا، لقد تعفن المسكين، ثم بدأ بغسل الطفل ولم يأنف بالرغم من رائحته الكريهة وأخذ يرش عليه بعض البودرة بحنان دافق وهو يدلل الطفل..

ثم جاء بعد ذلك أحد الفلاحين يستشيره في أمر متعلق بزراعة أرضه، فقدم له شرحاً وافياً لأفضل الطرق الزراعية التي تناسب أرض ذلك الفلاح، ثم إنفرد بأحد الفلاحين، ودس في يده نقوداً وكان الفلاح يبكي وحينما حاول أن يقبل يده صرفه بسرعة وقال : المسألة ليست في العلاج فقط، الطعام الجيد مهم جداً..
بعد ذلك جلست مع الرجل وحضرت الممرضة

والتي هي زوجته، وجلسنا نتحدث، فلم أجد شخصاً أرق أو أكثر منه ثقافةً ومودةً وحناناً..!!

عاد الرجل للسيارة وقال للسائق :لقد قلت لي
ان هذا الرجل سافلً، ولكنني قابلته هو وزوجته
ووجدتهما ملاكيَّن حقيقيين فما السيئ فيهما؟؟
قال السائق :آه لو تعرف أي نوع من السفلة هما..
قال الرجل في غيظ : لماذا..؟؟

قال السائق : قلت لك سافل يعني سافل وأغلق هذا الموضوع من فضلك..
هنا جن جنون الرجل وذهب إلى محامي القرية وأكبر مثقفيها، وسأله : هل ذلك الموظف المسؤول عن القرية يسرق..؟؟ فأجابه المحامي : لا يمكن، إنه هو وزوجته من أغنى العائلات..
وهل في هذه القرية ما يُسرَق..؟؟!!

فاستشاط الرجل في غيظ وقال للمحامي : طالما أن أهل القرية يكرهونه ويرونه سافلاً هكذا لماذا لا يشكونه للمسؤولين..؟؟
فأخرج المحامي ملفاً ممتلأً وقال : تفضل أنظر

ٱلاف الشكاوى أُرسلت فيه ولكن لم يتم نقله وسيظل هذا السافل كاتماً على أنفاسنا..
بعدها قرر الرجل أن يترك القرية بعد أن كاد عقله يختل ولم يعد يفهم شيئا.ً.

وعند الرحيل، كان المحامي في وداعه عند المحطة، وهنا قال المحامي بعد أن وثق بالرجل وتأكد من رحيله : هناك شيئاً أود أن أخبرك به قبل رحيلك، لقد أدركت أنا وأهل القرية جميعاً من خلال تجاربنا مع الحكومة، إنهم عندما يرسلون إلينا موظفاً عمومياً جيداً ونرتاح إليه ويرتاح إلينا تبادر الدولة فوراً بترحيله من قريتنا بالرغم من تمسكنا به، وأنه كلما كثرت شكاوى أهل القرية وكراهيتهم لموظف عمومي

كلما احتفظ المسؤولون به، ولذا فنحن جميعاً قد إتفقنا على أن نسب اي نشتم هذا الموظف وننعته بأبشع الصفات حتى يظل معنا لأطول فترة ممكنة، ولذا فنحن نعلن رفضنا له ولسفالته ونرسل عرائض وشكاوى ليبعدوه عن القرية، وبهذا الشكل تمكنا من إبقائه عندنا أربعة أعوام..
آٱه..لو تمكنا من أن نوفق بإبقائه أربعة أعوام أخرى، ستصبح قريتنا جنة..”إنتهت القصة”
وتبقى العبرة.. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه..

“هل عشت هذه القصة من قبل..؟؟
كم من أشخاص في المجتمع تناقلنا ذمهم وشتمهم من غير أن نعرف حقيقتهم فظلمناهم..
والٱن هل سنكتفى بما نسمع عن الاخرين ونصدر الأحكام أو نتحرى الحقائق ونفهم جيداً..؟؟

اللهم.. هب لنا قلوبا مطمئنة لا يؤذيها إنسان..
ولا يشغلها سوى رضاك وأكرمنا بعفوك ورزقك ولطفك ورحمتك ولا تحوجنا لأحد غيرك نعوذ بك من الخوف الا منك،ومن الركون إلا إليك
ومن التوكل إلا عليك ومن الاستعانة إلا بك..
رسالة من عبدالله لعبدالله..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى