شغلت الحضارة العربية الاسلامية مكانة مرموقه بين الحضارات والامم وفي تاريخ البشريه وكان للعرب الفضل في تطوير العلوم المختلفه في العصور الوسطى وشقت تلك العلوم لنفسها مكانه وطريقا سليما وجادا و لا زالت تلك الاثار شاخصه الى اليوم ومن اهم العلوم الادبيه التي تركت بصماتها في تاريخ الادب العالمي بسبب تاثيراتها من بين هذه العلوم الادب الجغرافي العربي. ان الادب الجغرافي والثقافه الجغرافيه تستند اساسا الى العربيه والاسلام التي عملت على تكوينها عدة عوامل على راسها البيئه التي ساعدته على تعلم اصول الدين واللغه العربيه منذ الصغر وكانت رحلات المسلمين اثر بالغ وكبير في تطور العلم والثقافه وعرفوا العالم بالشرق الاقصى واوروبا وافريقيا والصين وغيرها من بقاع المعموره فالرومان كانوا يتخيلون وجود الصين ولكن الرحاله العرب المسلمين عرفوها وكتبوا عنها منذ بدء العصور الوسطى في القرن الثالث عشر الميلادي. وكذلك الرومان لا يعرفون من قاره افريقيا الا سواحلها الشماليه اما المسلمون فقد عبروا الصحراء وعرفوا مجاهل هذه القاره التي ظل الاوروبيون حتى القرن الثامن عشر يقفون عند سواحلها فلا تتطول اعناقهم الى ورائها .
انتشرت المعرفه الجغرافيه الادبيه بين العرب قبل الاسلام ووردت مراجع ذات دلالات جغرافيه في الشعر الجاهلي كما سجلوا عددا من ملاحظاتهم الفلكيه المتعلقه بالفصول ويعد المقدسي في كتابه احسن التقاسيم في معرفه الاقاليم هذا الكتاب هو افضل كتاب جغرافي حاول ابراز طابع المناطق وذكر اجمل خصائص المناطق واجمل الاقاليم ووصف العراق الذي فيه اخف قلبا ومعه احلى روحا وخواطر وفيه اغنى الثمر واوفره واعلمه واحرها وابردها وفيها اطيب العسل واطيب الخبز وفيها الناس والتجار وهؤلاء هم اغنى الناس وهو لطيف الجو لطيف الماء عجيب الهواء اليس فيها البصره وسامراء وبغداد التي قوبلت بالدنيا. وقد استفاد الجغرافيون والمؤرخون كثيرا من الرحاله ابن جبير الكناني من وصفه ومن الناحيه الفنيه للمدن التي زارها وتعد رحلته التي تسمى برحله ابن جبير التي كتبها باسلوبه الرفيع واستخدامه السجع دون مبالغه . ومنذ ان خلق الله الانسان كان مولعا بالحركه والتجوال واتخذ الارض كلها مستقرا له فطاف شواطئها وسافر في بحارها وسار في جبالها واحاط بسهولها .
فالاداب هي مجموعه من العادات القديمه التي يجب على الانسان اتباعها في راي العرب الجاهليين . الادب نموذج يتادب به الاديب مع الناس وسمي بذلك لانه يؤدب الناس على الخير وينهاهم عن المنكر واصل حسن الخلق يمكن ان يكون من الادب وهو الاعجاب كانه شيء يعجب لحسنه.
وبما ان العرب كانوا يتمتعون بحسن الخلق والاداب محافظين على ما ورثوا من ابائهم من عادات طيبه وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته ان المقصود بالادب عند اهل اللغه هو ثمرته وهي اتقان فن التركيب والشعر على اساليب العرب.
وكانت الجغرافيا والتاريخ في نظر عرب العصور الوسطى تقسم الى فرعين مترابطين من شجرة المعرفه العامه التي كانت تسمى عموما الادب كما كان من الضروري ان يعرف العربي لغته ونثره وشعره وكبار ادبائه فكان لابد من معرفة انساب العرب واخبارهم وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واخبار الفتوحات الاسلاميه وكان يحتاج لتكتمل ثقافته الى معرفه بلاد الاسلام ومدنها وطرقها واحوال اهلها وخصائصهم وعاداتهم لذلك يصعب الفصل بين المؤرخ والجغرافي والكاتب في تاريخ الفكر الاسلامي.
وعندما تكثفت الاتصالات مع الغرب ونشطت الترجمه من اللغات الاوروبيه استخدم المترجمون من الفرنجه كلمه الادب بمعناها السليم ونتيجه لذلك اصبح معنى الادب اي شيء يصنف في لغه ما كالعلم او الشعر او النثر البليغ.
