أدب وفن

هنا الصدر قد اذهل الجوشنا

#الشبكة_مباشر_هامبورغ_الشاعر زاحم محمود خورشيد

هنا الصدر قد اذهل الجوشنا
فأخرسهُ بالوغى ألْسنا
هنا النحر ما روّعته الحراب
ولا فزّ عند اختلاف القنا
سجى يقظاً لأحتدام النزال
وأسْكتَ الطاغي وما لقّنا
وكرّ على الرمح ريب المنون
ليسكته رهبةً مذعنا
وحتى سقاها دماءاً زكت
وقد حاق بالجبت أنْ يجبنا
كأن الضلوع نصالٌ نضتْ
يقدّ بها الزرد المتقنا
وجاش بأنفاسه الطاهرات
لأنفسِ ما للردى مقتنى
وسلّ على الموت نفساً تتوق
مماتاً الى مجدها معتنى
تعكزّ جرحاً شديد الرعاف
ليبلغها مرتقىً محصنا
الى حيث تفنى ويبقى خلوداً
مناراً تسير اليه الدنا
بجمعٍ من الآل فوق النصال
يموت على نهجهِ مؤمنا
فلا السيف من جرحه في امان
ولا الغمد ابلغه المأمنا
هنا النزف أمنٌ بوحي السماء
فما كان أن يرهب المثخنا
لأن النبوة في صدره
عليها من الغار وحي دنا
وإن البراق لها صولة
يكر عليها وصيّ هنا
فيا ايها الطفّ في كربلاء
تحنّى ببوح الدما سوسنا
دماء النبوة نهب السيوف
فتعرج جرحاً مضاء السنى
هنا الارض قد خرقتها الرماح
ونالت من الآل ما امكنا
هنا الارض قد راودتها السماء
على انجمٍ ضوؤها ما أنثنى
لها الماء يشكو عقوق الفرات
تفجرّ من قربةٍ محسنا
ابا الفضل هذي خيام العطاشى
تدور على كوثرٍ مجتنى
ابوك ابو الفضل عن فاقةٍ
يجود فتحسبه عن غنى
سلامٌ عليك رضيع الطفوف
بما قطّعوا غصنك الموهنا
فمن برعمٍ مزّقته الفؤوس
تقطّر منه الشذى مؤذنا
لما طلّ من كاحليك النذور
فداءاً لها قبل ان تفطنا
وكم ناح في رحبتيك الحمام
هديلاً كآهاتنا محزنا
وما جزّ من ناثرات الرؤوس
وكم اغرقتْ نسوة اعينا
ترانيم حزنٍ بطعمِ الحِمام
بما اختار من اهلهِ وأقتنى
وحسبك انت الرضيع الشهيد
ومثواك افئدة مسكنا
سلاماً الى الحر مستأمنا
ليوهب من نحره مطعنا
وصافح سيفاً بحدّ الكفوف
وكفّ بمنكبه موقنا
فما كفّ الا نصال الرماح
تسابق في صدره مكمنا
هنيئا لموتك عز الممات
يهابك حتى الثرى مدفنا
سلاما لزينب ثكلى الطفوف
وقد ذلّ طاغوتها فأنحنى
فسلّتْ لساناً احدّ من السيف
وقعاً وأصلده معدنا
كأن علياً يشق الصفوف
وما كان ميمونه محرنا
فينهزم الرمح عن طعنةٍ
ويعتذر السيف أنْ ما لنا
وجالدت الجمع مثل الرجال
وقد فرّ من حولها مذعنا
وكيف وبضعته امّها
وأمّ ابيها بها قد عنى
نبي يهدّم صرح الطغاة
وما كان للكفر انْ يدهنا
بقرآن هديٍ بثقل السماء
عزيزٍ بآياته هيمنا

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى