مقالات

الغاز الأوروبي وأزمة عالمية يسجلها التاريخ

#الشبكة_مباشر_عمان_بقلم: د. المستشار إبراهيم الزير

جائحة كورونا سلبياتها التي قد تعرض لها العالم وفي الوقت الذي تشير فيه كافة المعطيات إلى أن العالم يزحف بقوة صوب موجة جديدة من التضخم مع ارتفاع أسعار الغذاء والسلع والخدمات بسبب

التداعيات التي خلفتها، فقد جاءت أزمة الغاز لتزيد المعاناة الاوروبية مع التضخم، والطلب على الطاقة مع إعادة فتح الاقتصاد العالميأصبح مشهودا عالميا بقوة محليا وإقليمياكذلك لكن المعروض لم

يستمر ولم يتحمل حجم الطلب الكبير. وهذا هو السبب في أن أسعار النفط الأميركي ارتفعت بمقدار 120 دولاراً منذ انهيارها إلى سالب 40 دولاراً للبرميل في أبريل (نيسان) 2020. وسجلت أسعار

النفط 85.03 دولار للبرميل للعقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت، كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 82.85 دولار للبرميل،وارتفعت أسعار النفط بالأسواق العالمية

كل هذا يؤدي إلى صدمة كبيرة للعديد من الدول الأوروبية بما فيها أمريكا ، وسيؤدي ارتفاع أسعار الغاز إلى تفاقم التضخم المرتفع، والضغط على ميزانيات للدخل الأوروبي للفرد، ولسوء الحظ فقد

ترتفع الأسعار في المضخات بسبب أزمة الطاقة العالمية، و هو التضخم عند أعلى مستوى منذ 2008وتتجاوز سرعة زيادة معدلات التضخم و التي يسعى المجتمع الأوروبي كافه للحفاظ على

متوسط لمعدلات التضخم عند مستوى 2 في المئة خلال العام الحالي بشكل عام ضمن سياساته العالمية و المجتمعية لتبيه احتياجات السوق الأوروبي ، أيضاً، ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية

في منطقة اليورو خلال سبتمبر (أيلول) الماضي بأسرع وتيرة منذ عام 2008 في ظل ارتفاع ملحوظ في أسعار الطاقة، بخاصة الغاز. وأفادت بيانات لوكالة الإحصاءات الأوروبية “يوروستات” بأن التضخم

في منطقة اليورو وصل إلى 3.4 في المئة على أساس سنوي، فيما ازدادت أسعار الطاقة 17.4 في المئة. وكانت زيادة التكاليف أعلى بكثير من هدف 2 في المئة الذي حدده البنك المركزي الأوروبي

وسيزيد الضغط على حكومات الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات تخفف عبء كلفة الطاقة، ومن المتوقع نفاد الغاز في أوروبا بحلول فبرايرووفق شبكة “سي أن أن”، “ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بشكل

كبير جداً، بخاصة في أوروبا وآسيا، لدرجة أن محطات الطاقة والمصانع قد تتحول بشكل متزايد إلى مصدر وقود أرخص نسبياً للكهرباء وهو النفط الخام”. ومنجهة أخرى لتلك المجريات وتسارع الاحداث

يقول مات سميث، محلل النفط الرئيس، “إن مجرد إبقاء الأضواء مضاءة، فإن هذا يؤدي بشكل أساس إلى إنشاء طلب لا يتوفر في العادة”مستوياته إلى النفط ، وأوضح أن الشتاء شديد البرودة قد

يتسبب في نفاد الغاز في أوروبا بحلول فبراير المقبل، ولطالما كان النفط موجوداً كبديل محتمل للغاز الطبيعي حتى وقت قريب فإنه لم يكن له أي معنى ماليوأن الشتاء البارد قد يعزز الطلب على

النفط بمقدار نصف مليون برميل يومياً، كما نشهد لأسعار قياسية للفحم في الصينليس فقط ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي هو الذي يلعب دوراً في ملف الغاز والطاقة. فقد سجلت أسعار الفحم الصينية

ارتفاعات قياسية وسط فيضانات شمال البلاد أدت إلى إغلاق عشرات من مناجم الفحم بينما يظل هو المصدر الرئيس للطاقة في الصين، ويستخدم للتدفئة وتوليد الطاقة وصناعة الصلب.، وتعاني

بكين الآن من نقص حاد في مصادر الطاقة، مما دفع الحكومة إلى تقنين الكهرباء خلال ساعات الذروة، كما دفع بعض الدول إلى تعليق الإنتاج، و يأتي هذا تزامنا مع قيام الدولة المصرية و الليبية

بأنشاء مصانع و معامل تكرير للغاز الطبيعي لتكون المصدر لدول أوروبا و كان للرئيس الفرنسي مبادرة لمحاولة الاستيلاء على ثروات الغاز الليبي لكن منع كل من الدولة المصرية و الليبية تلك

المحاولات او تنازلهم عن تلك المقدرات و التي باءت بالفشل لاستيلاء الدولة الفرنسية على تلك المقدرات المتعلقة بالغاز و هو ما أدى الى ازمه مصرية فرنسية قد يشهدها العالم فيما يتعلق

بموضوع الغاز و تصديره لفرنسا و هو يتوازى أيضا مع الحرب التي يشهدها شبه جزيره القرم و هي تحتوى على العديد من الثروات الطبيعية و التي قد ضمها الرئيس الروسي لدولته و مناطق أخرى

من الدولة الأوكرانية و حيث لم يكتفى ذلك القدر الا انه قد أبدى استعداده لضم العديد من الأراضي الأوكرانية للدولة الروسية التي تحتوي على العديد من الثروات الطبيعية بما فيها الغاز الطبيعي لما

تحتوى عليه من كميات و التي يشهد بناء عليه ازمه عسكرية التي قد هدد بها الرئيس الروسي بوتن على انه في حالة تدخل عسكري ضد الدولة الروسية سوف يقوم بقطع الغاز الطبيعي عن

دول أوروبا بالكامل و بالتالي تتوقف المصانع الأوروبية عن التشغيل او الإنتاج او الطاقة التي تعمل على تشغيلها بقوة و هو الامر الذي يسعى اليه دول أوروبا للبحث عن بديل الغاز الروسي و أن الدول

الأوروبية سوف تشهد العام القادم أزمه حقيقيه للغاز في حالة عدم توفير البديل لتغطيه احتياجات الفرد او الإنتاجية او الحركة التشغيلية بكامل صورها .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى