مقالات

ساعة الأرض .. بقلم الدكتور رياض حامد الدباغ

#الشبكة_مباشر_دبي

ساعة الارض هي حدث عالمي سنوي يقوم بتنظيمه والاشراف على تنفيذه ” الصندوق العالمي للطبيعة”

بدأت ساعة الارض في مدينة سيدني الاسترالية في عام 2007 قبل عشر سنين … حيث بدأت الفكرة يشكل متواضع من خلال قيام المطاعم والمنازل وبعض المباني باستخدام الشموع للاضاءة .

وبعد نجاح العملية وهذه الحملة المتواضعة في مدينة سيدني انضمت 400 مدينة لساعة الارض عام 2008 وكان غالبية هذه المدن اوربية وفي عام 2009 كانت مدينة دبي اول مدينة عربية تشارك في ساعة الارض تبعتها مدينتي

الرياض والكويت.

وتعتبر ساعة الارض من اكبر الحركات البيئية الشعبية والتي تهدف الى توحيد جهود العالم بشان التغيرات المناخية . يقول الله تعاى في كتابه الكريم في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم :

” انا جعلنا ماعلى الارض زينة لها لنبلوكم أيكم أحسن عملا ”

لذلك تعتبر ساعة الارض فرصة لنا للتعبير عن دعمنا لكوكب الارض الذي نعيش عليه والمحافظة عليه من التلوث الذي اصابه ولكي نزيد من اصرارنا للحد من التغيرات المناخية .

في بداية الفكرة كانت اطفاء الانوار موجهة للجميع وسرعان ماتحولت الى حدث سنوي عالمي حدد له تاريخ وهو السبت الاخير من شهر اذار (مارس) من كل عام ومن الساعة 8.30 – 9.30حققت ساعة الارض نجاحا كبيرا رغم

قصر الفترة التي مضت عليها حيث شاركت فيها في العام الماضي 2016 مايزيد على 162 دولة واكثر من 7000 مدينة . وقامت اشهر الاماكن المعروفة في كافة انحاء العالم باطفاء اضوائها كبرج خليفة في دبي وبرج ايفل في

باريس وسور الصين وبرج بيتزا في ايطاليا ومبنى الامبراير في نيويورك ومبنى الكرملين في موسكو والمسجد الاحمر في اسطنبول وعلى مستوى دولة الامارات العربية المتحدة , شاركت العام الماضي جميع الامارات في ساعة

الارض حيث اطفئت الاضواء في برج العرب وفندق رافلز وابراج الاتحاد ومساجد الشيخ زايد واماكن اخرى عديدة.

ان الهدف السامي من ساعة الارض هذه هي” بناء مستقبل تعيش فيه البشرية بانسجام مع الطبيعة لذلك علينا اطفاء الاضواء وابراز قوتنا الاجتماعية ومن خلال كل الوسائل المتاحة واهمها وسائل التواصل الاجتماعي و

تذكير بعضنا البعض ..

لكي نستمر في بناء مجتمع عالمي يعمل يدا بيد ولنؤمن لكوكبنا الاستامة المطلوبة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كنت أتمشى بجانب الطريق السيّار وإذا بي أرمق جنازة تحت الخُطى .
    لحظات قليلة حتى صُرت وسطها فغدوت من المشيّعين ، ثم أحسست بقرع على رأسي فصحت إهدأ نحن في جنازة..!
    ردّ عليّ صوتٌ خافت : أعلم .. فأنا الميّت ..!!
    إلتفتُّ فإذا بهِ فعلاً يطلّ من تابوته ويسألني : ماذا تفعل في جنازتي أيها الغريب ؟
    تلعثمت وأجبته .. سيدي الميت إن طريقنا واحد لغاية المنعطف القادم .
    إبتسم وقال لي : وكم بقي لك أنت من عمرك لتموت ؟
    أجبته : أتفهّم صدمتُك .. لكني في كامل صحتي ولا زال العمر أمامي أعتقد .
    ضحك مني حتى كادت ترجع إليه روحه وقال :
    يا أحمق ألا ترى أني أصغر منك سناً ولم يشفع لي ذلك لأعيش .
    لحظتها إنتابتني قشعريرة وإلتزمت الصّمت أفكر في صدِق كلماته .
    لكنهُ قاطع تفكيري وهمس لي ..!
    لا تخف فالأقدار تمشي لما رسمت له ، ثم إن الموت ليس كما يبدو ..!
    فسألته : وهل يمكنك أن تُخبرني بماذا شعرت ؟ .. تغيّر شُحوبه وهمس : آاااه الموت يشبه الحياة ..!
    شددّت على يدهُ الباردة وقلت له أفصح سيدي .
    نظر إليّ في شرود وقال : تنزل الرّوح بالمرأة ثم يقع الحمل ، ثم الوضع .
    وكذلك الموت .. تصعد الروح ويقع “الحمل” فوق الأكتاف ثم ” الوضع ” في القبر ..!!
    عجيبٌ ما تقوله ولكنه عين العقل .
    لكن لما نحب الحياة ونكره الموت ..؟
    أجابني : ألم تسمع بأن الناس أعداء ما جهِلوا ..؟
    قلت له صدقت وأردفت ، أيمكنك أن تُخبرني كيف أحسست بالموت وهو يقبض روحك ..؟
    تبسّم إبتسامة من يدرك كنه الأشياء ، وردّ علييّ ببرودة .
    هذا السؤال لا يُفكّر فيه إلا بشريٌ تائه .
    قلت له وكيف ذلك ..؟
    فأجابني : أغلب الناس يمضون عمرهم في طرح الأسئلة الخاطئة ، يا صديقي من أراد أن يجتاز النفق الضيّق بدون ألم ، فعليه أن يأتيه صائماً من الشهوات والمُتع .
    لحظتها علمت أن كل ما تعلمته لم يكن يساوي شيئاً أمام كلمات ميّت حكيم .
    كان الجو جنائزياً ، فأردت أن أدخل عليه بعض البهجة وصارحته ، لم أرى قطّ جنازة متأنقة مثل جنازتُك .!
    نعشٌ من خشب البلوط ، ولفّات كفنٍ من البياض ، أنا أغبطك يا صاح..!
    ضحك الميت حتى ظهر كافور أسنانه وقال :
    أجل فالأهل يهتمون بك ميتاً أكثر منك حياً ثم بكى .!
    طبطبت على نعشه وقلت له :
    لا تبك ، سوف يظنون أنك خائف .!
    نظر إليّ وقال :
    أقسى ما في الجنازة ، أن ترى أحبائك لآخر مرة وقد أمضيت عمراً تتلهّف رؤيتهم ولا يأتوك .
    ثم همس لي ، أتسديني معروفاً ؟ قلت أجل بدون شك . فقال : إزرع شجرة صغيرة على قبري .
    أجبته وفيما ستنفعك شجرة وأنت تحت اللّحد .؟
    إغرورقت عيناه وصاح في آخر كلمات له بالدنيا .
    أريد أن أسمع صوت النسيم على ورقاتها ، وشدو الطير على فروعها ، أريد من يؤنس وحدتي ، أنا خائف ياصديقي ، أنا خائف .
    وصلنا المنعطف وتركت موكب الموت يحمل صديقي ألمُسجّى ، ووقفت أتأمل كلماته .
    نمضي حياتنا في إنتظار الموت دون أن نعمل على استقباله وحين يأتي نندم على حياة أمضيناها دونما حياة .
    “دع الموتى(روحياً) يدفنون موتاهم(جسديا)”

    قصة وعبرة _ من الأدب العالمي _
    الكاتب والروائي والأديب الكولومبي :

    “غابرييل غارثيا ماركيز” .

    Gabriel García Márquez

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى