.
عن ماذا أكتب
فقد سخرت الحروف من أوراقها وضاع كل شيء بخضم زمان لايستحي من نفسه
هل اكتب عن بلد تناهشته سكاكين الغرباء وأولاده يتفرجون..
أم أكتب عن عن الخزائن التي فرهدها أقبح خلق الله وبنوا أمجادهم ودولاتهم العميقة على حساب من يربطون الحجر على البطون من شدة الفقر والفاقة..
عن ماذا أكتب عن المستقبل المجهول الذي ينتظر أولادنا ..
ام عن المخدرات او العمالة والولاءات للأجنبي..
هل أكتب عن العراق وضمور الوطنية عند شعبه…
كل شيء ضاع وماتبقى منه متجه صوب المجهول ..
فقد ضاع الشعور بالحب وتحول كل شيء فينا لمزيف وكثرت الخيانة ورخص الذمم وأصبح المستحيل بزماننا شيء عادي ببركة الرخص البشري الذي احتل مشهد حياتنا اليومي ..
فلم تعد تلك المدينة الغافية على نبض الفرات مثل زمان تعيش بكنف السعادة والأمان فقد زحف عليها كل رخيص ليضاعف سعره البخس بأحراقها ..
للأسف تحولت مدينتي لساحة يعبث بها الردي والمنتفع والمتسلق والمبتز ..
وتتصارع الجناسي وأجهزة المخابرات الإقليميةفيها بعدما أنتخذ القرار وجعلها بدل ساحة التحرير …
وكيف لا وهيّ الناصرية أخر معاقل المعدان المفطومين على أقسام البنادق عاقرين الأرجل بقماط الأمهات المتغنين بالكرم والادب والحضارة ..
الناصرية آخر معاقل العراق المتمرد المتفرهد ..
آخر أبناء تلك المرأة الجنوبية المتشحة بالشيلة والعصابة المدمنة تلك النعاوي القديمة…
جرفَ هذه الأم بدأ بالتهاوي بفضل الطارئين عليها ..
فحين تجير الوطنية بالناصرية سيعلن موت الوطن وتنتحر الفضلة التي طالما صبرت على أغراءات المحسوبين على العراق ..
عن ماذا أكتب
هل أكتب عن الاحزاب وكيف فرهدوا العباد
هل أكتب ساحة الحبوبي ومايجري فيها من بيع وشراء على حساب المواطن وبحجة الوطن والفقراء..
هل أكتب عن المخدرات وحبوب الكبسلة التي هجمت بيوت وخربت العقول
هل أكتب عن الطلاق المستشري أم عن حالات زنى المحارم ..
ماذا أكتب عن هؤلاء الشباب والبنات الخريجين الذين أمضوا سنة بالأعتصام بالبرد والحر وباعهم ممثلهم الرخيص على الحكومة بدرجه وظيفية ومبلغ من المال ..
عن ماذا أكتب وكل شيء بالناصرية تحول جرح
هل أكتب عن متصدرين المشهد الذين يشبهون اللبلاب المتسلق
هؤلاء الذين أضاعوا مدينتهم من أجل ورقة ١٠٠$ وأمتهنوا اللواكة بأمتياز
عن ماذا أكتب وقد نحروا كل جميل فينا بفضل أساليبهم الرخيصة المعروضة للبيع وإن كانت للشيطان ..
فتعساً لزمان ساد فيه الرخيص واللوكي وخالي المضمون وركن فيه الوطني والشهم والمحب ليصبحوا بضاعة كاسده
كفاح الخفاجي
