مقالات

الإقتصاد الأخضر – الإقتصاد العادل –

#الشبكة_مباشر_تطوان_عماد الغزال

منذ أن عمر أول الخلق سيدنا آدم عليه السلام الأرض كانت الفلاحة أول عمل محقق للمنفعة والمردود على مستويات مختلفة ليصنف هذا النشاط كأول مقاولة ووحدة إنتاجية بمفهوم عصرنا الحالي…

المقاولة الخضراء أوما يطلق عليها أيضا بالمقاولة البيئية هي منظمة تحقق التوازن بين تحقيق الأرباح للمقاول وخلق فرص شغل للشباب مع تثمين وحماية الثروات الطبيعية من غابات وحيوانات وكائنات حيوية لضمان استمرار شروط الحياة من تنقية للهواء وحماية لفرشة الماء وضمان استمرار الغذاء.

للوصول إلى هذه الغاية علينا الاعتراف بوجود مجموعة من العقبات التي يجب تحديدها وتحليلها لتحقيق النتائج المرجوة. فعادة ما نناقش منافع المقاولات البيئة والنظام الاقتصادي الأخضر أو ما يعرف أيضا بالاقتصاد العادل والذي من النادر أن تناقش خطوات عملية لتحقيقه، فما يميز هذا الأخير عن باقي الأنظمة النفعية هو تثمينه للرأس المال الطبيعي وتصنيفه ضمن الأصول الثابتة التي لا يمكن المساس بها على سبيل الحذف أو التغيير أو إلحاق أي نوع من الأضرار به عكس ما نشهده من الأنظمة التقليدية التي تقتات من استنزاف جميع خيرات هذه الأرض من موارد باطنية وغابوية وبحرية وصولا إلى الفضاء الخارجي الذي بات مطرحا للصواريخ والأقمار المتهالكة.

اليوم، جل المقاولات الكبرى مبنية على موارد بشرية ومنشآت وآلات وخطط عمل موجهة للإنتاج المبني علی استهلاک الموارد الطبيعية على أشكالها، كما يصدر عن طبيعة عملها غازات سامة تختلط بالهواء إضافة لطرح مخلفات صناعية تتطلب أحيانا عملية تحللها عقود من الزمن.

لإنصاف هذه المقاولات من ناحية، ليس من المنطق أن نلزمها بتغيير منهجها بين ليلة وضحاها وحتها على تبني نظام بيئي يستجيب لمعايير الاقتصاد الأخضر، فهذا ملزم للمؤسسات الحكومية باعتبارها المعني الأول للتدخل واتخاد حزمة من التدابير أهمها :

– وضه تحفيزات متنوعة للمقاولات مشروطة بإنشاء بنيات جديدة صديقة للبيئة.

– سن قوانين جديدة تعفي الاستثمارات البيئية من نسب من الرسوم الضريبية والجمركية وغيرها…

– اشتراط نسبة معينة من المنتوجات الصديقة للبيئة لكل مقاولة صناعية.

– فتح شعب علمية بالمؤسسات التعليمية والجامعات لتكوين خريجين مؤهلين للعمل بهذا المجال.

– بناء مختبرات مواكبة لهذه العلوم وتشجيع البحث العلمي بمجال المقاولات الخضراء والطاقات البديلة.

– خلق برامج ومسابقات لتحفيز الابتكار بمجال المنتوجات الخضراء.

وفي الختام، يمكننا القول بأن هذا الصنف من المؤسسات الاقتصادية بقدر ما تعود بنا جذورها إلى الأصل فتبنيها وتشجيعها ودعمها حتما سيقود بنا إلى المستقبل…

📖 مقتطف من كتاب دليل المقاول لمؤلفه ذ. عماد الغزال

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى