مقالات

انظر من زاويتك للامور ولكن لا تجبر الاخرين على الايمان بنظرتك

#الشبك_مباشر_بغداد ذكرى خالد الجنابي

(( انظر من زاويتك للامور ولكن لا تجبر الاخرين على الايمان بنظرتك ))

ثقافة الاختلاف ..

هكذا يتنازع الناس في أغلب أمورهم.

فكل واحد منهم ينظر إلى الحقيقة من زاويته الخاصة ثم يريد من الغير أن يرى مثل ما يراه هو .

إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل. وما كانالناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل هو الواقع نزاع بين حق و حق آخر.

فكل متنازع في الغالب يعتقد أنه المحق وخصمه المبطل، ولو نظرت إلى الأمور من الزاوية *نفسها التي * ينظر منها أي متنازع لوجدت شيئا من الحق معه قليلاً أو كثيراً .

-علي الوردي..

إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي، هذا منطق العقلاء، أما إن لم تكن معي فأنت ضدي !!

فهذاالمنطق مرفوض أخلاقيا وإنسانيا.

طبيعتنا كبشر مختلفون لحكمة. «ولو شاء ربُك لجعل الناس أُمة واحِدة ولا يزالُون مُختلِفِين»

نختلف لاختلاف الأفهام، وتباين العقول، وتمايز مستويات التفكير، الأمر طبيعي جدا، طريقة التفكير والمبادئ التي تشكل شخصية الانسان تختلف من فرد لآخر هذا واقع.

فالاختلاف سنة كونية اقتضتها الحكمة الإلهية، ومن غير الطبيعي أن يولد اختلافنا في الرأي الكراهية والحقد الذي لا داعي منه .ظروف الحياة تجبرنا على أن نتعامل مع مختلف أنماط الشخصية، وهذا التعامل لا يعني أننا في اتفاق دائم معهم، فقد نتفق أحيانا ونختلف أحيانا،فلماذا يصر البعض على فرض آرائهم

على الآخرين*يستميتون* ليجعلوا منهم صورا مكررة لهم،أليس من الأفضل الأخذ بأكثر من رأي ليُستفاد من وجهات النظر الكثيرة المختلفة؟!.

نحتاج إلى تعلم *ثقافة الاختلاف* لا الخلاف، فليس كل ما يُعجبنا بالضرورة يُعجب الآخرين، وهناكأمور عديدة تختلف وكذلك المعتقدات، والأذواق أيضا، فليس كل مايناسب شخصا يناسب الآخر،«الناس فيما يعشقون مذاهبُ».

رحم الله الشافعي حين قال: «كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب».. فلكلٍ وجهة نظر من الواجب احترامها.

الفاروق رضي الله عنه وأرضاه رحب بعرض وجهات النظر وحث عليها بقوله: «لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها».

الآراء الأخرى تمثل أفكارا وتجارب أخرى، فلماذا لا نستمع إليها خاصة وأنها ستثري ثقافتنا بثروات جديدة والتعدد في وجهات النظر يساهم في تصحيح الآراء *الخاطئه* إذا كان الطرح واقعيا وشاملا، بحيث لا يكون *نتيجة* غرور بالنفس،

وحرص على الصدارة، فالأنا المتورمة يوما *ما سيسقط* قناعها وتنكشف.

أتعجب على الإصرار الغريب من البعضالذي يهوى ويحب خلاف أدب التحاور و إبداء الرأي! أعتقد أن * بعضنا* لا تزال أفكاره تجري فيها دماء العصبية الجاهلية حتى وإن لبس ثوبه الحضاري.

ثقافة أدب الاختلاف واضحة في سيرة رسولنا محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يؤمن بثقافة الاختلاف، والتي هي مناقضة لثقافة الخلاف، حيث إنه عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم كان يشاور أصحابه، ونساءه، ويستشيرهم، ويأخذ بآرائهم ومقترحاتهم فلماذا لا نتبع سيرة سيدالبشر ورسول الهدى

خاتم النبيين -عليه أفضل الصلاة والسلام-، ونحترم رأي الآخرين، ونتحاورحوارا حضاريا إيجابيا يهدف لصالح المجتمع وتماسكه، بعيدا عن التعصب والاستبداد بالرأي،كما يفعل البعض.

وهذا ما دفعني لكتابة هذا الموضوع.

*ذكرى خالد محمد *

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى