مقالات

الامارات و الصين بين الماضي والحاضر نحو مستقبل مشرق جديد

#الشبكة_مباشر_الكويت_بقلم: المستشار د. إبراهيم الزير

العلاقات الاماراتية الصينية راسخه منذ عقود و تعود إلى العام 1971 عقب تأسيس الاتحاد، وقيام دولة الإمارات، عندما أرسل القائد المؤسس لدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في اليوم التالي لإعلان تأسيس الدولة، برقية إلى رئيس مجلس الدولة الصيني، آنذاك، «تشو

آن لاي» لإبلاغه بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث رد في حينها «شو أن لاي» ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات، وما تلاه من إقامة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، شملت عدداً من الزيارات أهمها زيارة الرئيس يانج شونج كون كأول

رئيس صيني يزور الإمارات عام 1989 وصولاً إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2018 أي قرابة 40 عاماً من الصداقة والتعاون فضلا عن ذلك قدرت حجم التجارة الثنائية بين البلدين اخر خمس سنوات بنحو 234 مليار دولار

و اليوم بحضور الشيخ محمد بن زايد و قيادته للدولة الاماراتية و بعد القمة العربية الصينية العربية السعودية الخليجية التي عقدت في المملكة العربية السعودية مؤخرا بعاصمتها الرياض قد عمقت وعززت التعاون والعلاقات القوية بين الإمارات والصين، لا سيما و قد وسعت دائرة الشراكات بين الدول العربية والصين

و لم تقتصر فقد على النحو الاماراتي و حجم الاستثمارات التي تم ابرامها من خلال القمة بين الامارات و الصين كانت متنوعه ما بين عسكرية و تجارية مما تدل على حجم التعاون الثنائي بين البلدين ناهيك عن الصناعات العسكرية التي سوف توطنها الصين داخل الامارات بالتعاون مع الإدارة السعودية في ظل

التطور العسكري الرقمي الحديث و سعي كل من دول المنطقة في الحصول على السلاح النووي لتأمين أمنها و استقرارها في المرحلة القادمة من أي غزو او عدوان قد تتعرض له أي من أراضيها في ظل ما عرف بالإرهاب التكفيري الذي تعيشه المنطقة العربية و ما آلت اليه المشاهد على ارض الواقع من تدمير

الدول و محاولة تقسيمها على سبيل المثال و ليس الحصر في سوريا و العراق و ليبيا و اليمن و دول الجوار في لشمال الافريقي أيضا في القارة السوداء و محاولة فرض هيمنه و تطبيق العديد من الاجندات الأجنبية فيها
.
الامر الذي يتضح منه جليا بأن الامارات والصين يعيدا عصراً ذهبياً جديداً للعلاقات فيما بينهما خاصة وأن الإمارات كانت من أول البلدان التي انضمت إلى مبادرة «الحزام والطريق»، وعلى أثر ذلك وقع كل منهما العديد من مذكرات التفاهم وأقامت شراكات جديدة في مختلف المجالات خاصه ونحن نشهد اليوم تكور ملحوظ لتطوير البنية التحتية الإماراتية كانت من خلال العديد من الشركات الصينية وهو ما يدل على ان الصين هو أكبر حليف استراتيجي وأكبر شريك تجاري للدولة الاماراتية، ناهيك عن المنتجات النفطية والغير النفطية.

يأتي ذلك بالتزامن مع أن الإمارات تتطلع كمركز إقليمي للطيران والنقل والمالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى تعزيز إنشاء البنى الأساسية في إطار مبادرة «الحزام والطريق» وهي من اهم نقاط البداية لتحقيق مكاسب لا حصر لها لدى الإدارة الإماراتية وتعزيز فكرة تطوير على ارض الامارات من خلال الصين وتحسين أيضا التكنولوجيا والأمن الغذائي وأمن الطاقة والخدمات المالية والتعليم.
دائما تعد الإمارات قلب الوطن العربي والبيت الكبير جمع شمل العرب والتي تعمل على مبادئ عديدة متميزة تصب في مصلحة الوطن العربي والمجتمع الدولي ومنها التسامح والمساواة والكرامة والإبداع ودائما كان لها دورا فعالاً على الصعيد الدولي، وتعمل على تعزيز السلام والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي وهو ما نشهده في الوطن العربي ومنطقه الخليج العربي على وجه الخصوص والسعي لتحقيق الدعم التنموي والإنساني والخيري في جميع أنحاء العالم أيضا بصور مختلفة متطورة غير تقليدية.

كما دعمت الصين في ما جاء في القمه الخليجية التي كانت قد سبقت القمة الصينية العربية الخليجية السعودية من قرارات بشأن الجزر الإماراتية و الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث التابعة للسيادة الإماراتية حيث أكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته 43 في مواقفه الثابتة وقرارته السابقة بشأن إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التابعة للإمارات العربية المتحدة، مجدداً التأكيد على ‌دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة واعتبار أن أي قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تُجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث و ‌دعوة إيران للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

حيث دعمت الصين من خلال القمه بيان تضمن تواصل دعمهم الثابت لامن و استقرار الخليج بشكل مستمر مما اثار غضب الإدارة الفارسية ، كما ذكرت بشكل مباشر الإدارة الصينية في البيان الختامي للقمة الصينية العربية الخليجية السعودية بأن لها شركات متعددة بين دول مجلس التعاون الخليجي سواء على المستوى العسكري او التجاري وهو يعد تهديد مباشر و صريح للإدارة الفارسية و ان اقبالها على تهديد الامن القومي الخليجي و العمل على زعزعة استقراره سوف يكون له رد فعل من قبل الإدارة الصينية و خاصه ما يدور من تعدي من قبل جماعة الحوثيون في اليمن و تعديهم على السيادة السعودية في محاولة زعزعة امنه و استقراره .
اذا اليوم الصين و الامارات يعيشان فيما بينهما من علاقات سواء على المستوى الدبلوماسي و العسكري و التجاري ازهى عصروهم في ظل التطور الرقمي الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى