أخبار العائلة العربية في المهجرمقالات

لماذ الفوز … لأردوغان..؟

#الشبكة_مباشر_إسطنبول_د.كاظم المقدادي

بات من شبه المؤكد ، فوز الرئيس التركي وحزبه – “حزب العدالة والتنمية ” في انتخابات الجولة الثانية .. بعدالاتفاق الذي تم مع المرشح القومي سنان اوغان الحاصل على نسبة 5 بالمئة من اصوات الناخبين .

اذن ووفق المعطيات الجديدة ، سيفوز حزب اردوغان في الجولة الثانية التي ستعلن نتائجها مساء الاحد القادم في 28/ 5 ، للاسباب التالية :
ان حزب العدالة والتنمية ، قدم انجازات كبيرة ومهمة على مستوى الزراعة والصناعة ، والبناء والعمران ، والتصنيع العسكري ، ونقل تركيا الى مصاف الدول الكبرى ، واتباع سياسة داخلية انقذت تركيا من ظاهرة الانقلابات العسكرية التي كانت سمة التجربة السياسية الطويلة ، التي حكم بها جنرالات اتاتورك البلاد ، قبل وصول حزب العدالة والتنمية الى سدة الحكم ، اي قبل اكثر من عقدين من الزمن .

في حين لم تقدم احزاب المعارضة بقيادة حزب الشعب الجمهوري ، وهي احزاب غير متجانسة ، ، برنامجا سياسيا اقتصاديا مقنعا ، انما اعتمدت على فكرة “التغيير” ومحاولة جذب شريحة الشباب الى صفوفهم ، كما ان اللهجة العنصرية في معالجة وجود اللاجئين السوريين ، ومحاولة طردهم بالقوة ، قد تكون ارضت الكثير من انصاره المهوسين بالخطاب العنصري ، الا انها اساءت لسمعة تركيا في الخارج ، في المقابل اعتمد اردوغان على سياسة العودة الطوعية مع الحفاظ على كرامة اللاجئين الذين وصل عددهم الى ما يقارب اربعة ملايين لاجيء ، عاد نصف مليون منهم الى سورية .

ان السر في فوز اردوغان .. ان حزبه قدم انموذجا للحكم الوطني المتوازن في الداخل والخارج ، والذي يراعي ويراقب الخط البياني للتحولات والازمات وتباينات المعاشية للشعب ، وتقديم الخدمات الى الى المواطنين ، والطبقات الفقيرة بشكلٍ خاص ، وقد ظهر ذلك جليا في كارثة الزلازل التي تمت معالجتها بشكل سريع ومقنع ، وبزيارات اردوغان المستمرة الى المناطق المنكوبة .

كل ذلك ساهم في تأمين الاصوات الانتخابية في معظم المدن بجنوب البلاد ، التي اصابها الزلزال . واعادت البيوت والمجمعات السكنية المتضررة الى سابق عهدها ، خلال عام واحد فقط .

في المقابل .. لم تقدم المعارضة شيئا ملموسا يساهم في التخفيف من وطأة الصعوبات والعذابات التي رافقت هذه الكارثة القومية الكبرى .
لكن هذا لا يمنع وجود انتقادات جدية ومستمرة الى حكم اردوغان ، الذي يسجل عليه تراجع في الحريات العامة ، والتضييق على العسكريين والسياسيين الذي حصل بعد محاولة الانقلاب في شهر تموز سنة 2016 ، حيث بدأت الرقابة على الصحف ورصد النشاطات السياسية للمعارضة ، وكل ما يكتب من مقالات في الصحافة التركية .. كما واجه الكثير من الصحفيين احكاما متفاوتة بسبب انتقاداتهم لبعض المظاهر والسياسات الداخلية .. وهذا ما دعا المعارضة التركيز على فكرة التغيير واطلاق الحريات للمعارضة السياسية .

اخيرا.. ان السر في شعبية اردوغان ، انه حرك الاغلبية الصامتة ، ونجح في الذهاب الى اقصى القرى والارياف ، وهي مناطق كانت شبه معزولة انتخابيا عن المشاركة السياسية في العهود السابقة.

المذهل .. ان نسبة المشاركة الانتخابية ارتفعت ،حتى وصلت الى 88 بالمئة .. وهي نسبة كبيرة جدا ، اذا ما قورنت بالانتخابات التركية ، وحتى في الدول الاوربية ، وهذا يعني ان هناك حالة من الثقة والامن والاطمئنان الى الاجواء الديمقراطية التي وفرها حزب العدالة والتنمية في عموم المدن والقرى التركية .

قد يكون ارتفاع الاسعار وهي ظاهرة عالمية ، مع تدني سعر الليرة التركية في الاسواق المالية ، وزيادة في حجم البطالة ، من نقاط الضعف التي سجلت على حزب العدالة والتنمية .. لكن وقوف الاتحاد الاوربي وامريكا الى جانب احزاب المعارضة في الحملات الانتخابية ، زاد من حدة الكبرياء القومي الذي اظهره الشعب التركي .. انهم صوتوا لكبريائهم ..وتركوا تردي الاوضاع الاقتصادية وراء ظهورهم ..

& د كاظم المقدادي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى