مقالات

معالجة الفضلات المادية والسلوكية

#الشبكة_مباشر_بغداد_د.نـمـيـر نـجـيـب نـعـوم

أول مايتبادر إلى أذهان البشر عند قراءة عبارة معالجة الفضلات ،، هو مايتعلق بالإفرازات البشرية المادية منها على وجه الخصوص ،،وهو ماله علاقة بالتركيبة البيولوجية لجميع الأحياء والبشر على وجه الخصوص.

الدول الراقية ومنذ عشرات السنين تعمل دائما على تطهير مجتمعاتها عن طريق تطوير منظومات الصرف الصحي لما يعكسه ذلك على نظافة وتطهير الأماكن والتجمعات لما تسببه الفضلات من تلوث بيئي يؤثر بشكل مباشر على صحة وحياة البشر ويعيق من إمكانية التواصل النظيف مع بعضهم ويقف ضد تقدمهم وتطورهم ، وهذا التطهير لايشمل مكان او مساحة دون اخرى ،فحتى الجبال العالية فأنها لاتخلوا من فضلات البشر ، حيث يزورها الملايين منهم هواة تسلق الجبال ويخلفون سنويا اطنانا من الفضلات يمكن في حالة اهمالها ومعالجتها ان تتسبب بالتلوث البيئي .

وليس بجديد ان نقول بأن هناك من اقاموا مشروعات لتنقية ومعالجة النفايات وتحويلها الى اسمدة ووقود وحتى مواد كيميائية يمكن استخدامها في الزراعة ،،اي باختصار تحويل النفايات والفضلات الى موارد مالية.

اما السلوك بشكل عام فهو فعل صادر يقوم به البشر لاشباع حاجات معينة في ظروف معينة ، اي ان السلوك هو ظاقة ترسم للكائن الحي سبل السير لتحقيق هدف معين ،،فالسلوك والفضلات كليهما يعتبران من المخرجات ، ولكن السلوك السيء فهو يتضمن كل ماجاء اعلاه لكن بطريقة يتم فيها اشباع الحاجات واستثمار الطاقة باستخدام طرق ملتوية وفاسدة وعقيمة وغير مقبولة لغالبية المجتمع وبهذا يكون هذا السلوك فعله كفعل النفايات التي لايمكن معاجتها واعادة تدويرها الا باستخدام طرق وسبل قد تكون معقدة وطويلة ،

فتعديل السلوك لايعتمد على الادوية والعلاجات الكيميائية لانه يتعلق ببواطن النفس البشرية ونوعية التربية والثقافة التي تربت عليها ،، صح ان هناك اجهزة متخصصة في مكافحة ذوي السلوك السيء وخاصة في مجالات الفساد المتعددة ،، ولكنها للاسف تنتقي مايحلوا لها من سلوكيات سيئة وتحاسب من تشاء وتترك من تشاء ، اي انها لاتتعامل مع الفضلات السلوكية السيئة كما يتعامل عمال جمع النفايات الذين يجمعون ويحرقون جميع النفايات مادامت مرمية من قبل الناس لعفونتها وماتسببه من تلوث ،،

اي ان هؤلاء العمال لايتركون النفايات الكبيرة الحجم ويهتمون بالصغيرة منها فقط ، وهذا هو الفعل المطلوب اتخاذه من قبل اجهزة مكافحة الفساد ،،فما دام الفساد يعتبر من الفضلات السلوكية المذمومة والمكروهة من قبل غالبية المجتمع ، فلا ينبغي تركه او التغاضي عنه لأن من قام به كبير وذي شأن ،،لأن ترك الفضلات السلوكية الصادرة من الكبار ، يتيح المجال لنمو اجيال من ذوي الفضلات السلوكية الفاسدة ،،وبمرور الزمن ستنتعش تلك الفضلات وتنمو وتكبر وفي المقابل ستتراجع منظومات المعالجة وننسى ان كان لدينا بلدا يشار اليه ببلد الحضارات ،، ومن رواد ومؤسسي تلك الحضارة ،،حمورابي ،، الذي ركز في عشرين مادة من شريعته ،،على السرقة والنهب ،، ولو طبقنا ماجاء به حمورابي ،،لكان باستطاعتنا ان نحول الفضلات السلوكية الفاسدة ،،الى مشروعات تدر على المجتمع بموارد مالية وثقافة ايجابية تنمو عليها الاجيال ..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى