كلمة العددمقالات

شخصيات عظيمة في سفر نهضة الخليج

#الشبكة_مباشر_بغداد_الكاتب محمدصالح البدراني

شخصيات خالدة:
إن التاريخ امتداد دوما للشخصيات العظيمة وليس فقط ذكر ماض وإنما لمثلهم يفعل من أراد الخلود الإيجابي أو الذكر السيء لمواقف سيئة، هكذا خلد قادة حروب أخلاقية وآخرين كانوا نموذجا للطغيان والتبديد.
لكننا اليوم بصدد شخصيات في رحمة الله نادرة عفوية قوية متواضعة صنعت التاريخ بمواقفليست حروبا وإنمامواقف فطرية آدمية وطنية داعمة لقضايا بلدها أو نصرة لقضية تعتبرها من صلب عقيدتها ورؤيتها ولعل ذكري لبعضها تنبيه لبعض من يتفاخرون بجهلهم ساعة الانتقاص من أهلنا في دول الخليج.

الملك فيصل الشهيد:

الملك فيصل من الشخصيات الراقية النادرة التي تعرف ما تريد وتفعل ما هو صالح وحرة بعبوديتها لله وحده وحبا لشريعته وكتابه ونبيه، شخصية يعتز بها كل عربي أو مسلم، عاصرناها فتيانا لكننا لم ندرك قيمتها إلا بعد أن مر الزمن فأضحت كذهب الآثار بقيمته المعنوية وأثره في التاريخ، كانت فلسطين عنده قضية المعتقد والفكرة والانتساب للامة، إنها بالنسبة له قضية إسلامية إنسانية بتوصيف دقيق وفهم عال.
الملك فيصل إنسان ملك ملأ ما يجلس عليه محاور ذكي سريع البديهية ولا أدق من مثل عليه حواره مع الجنرال ديغول عندما أراد ديغول تزويد الكيان بطائرات وأسلحة فرنسية فألغى ديغول الصفقة قناعة بمنطق الحجة وسرعة بديهية الملكبحس مرهف يحوي في طياته نغم أوتار الكون، فلا غرابة أن كان أحد أبناءه وزيرا اشتهر بقيادة الخارجية بحصافة وهدوء رحمهما الله.
فيصل الشهيد الذي عندما قرر أن النفط هو ملك للقضية تفاجأ الغرب أن هنالك حياة في الأمة وتآمر الغرب عليه لكنه حقق موقفا ضروريا في زمنه ووقته وكانت الشهادة خير هدية يتقدم بها إلى ربه وجنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقينففي رحمة الله أيها الملك الشهيد.

زايد الخيــــــــــــر:

هذا النموذج من القادة ظهر في مكان مضطرب مفكك وظرف جدلي قيل عنه ما لا تعرف صدقه من غيره، لكن شخصية كزايد الخير لها بعد إنساني رائع أن بحثنا في شخصيته ليعتبر بها من يريد التنمية المدنية ويعلم أن هنالك عقلية ليست رأسمالية بل إسلامية تكافلية أخلاقية ليست نفعية استطاعت أن تنتج واقعا ما مرت به إلا بطيف حلم تحقق وعندما تتغلب على الأنانية وتنشر الخير بالكرم أينما حلت وسمعت وعملت فتكلمت لتحدث المزيد لا لتصف ما فعلت أو تعدد منجزاتها وإنما تتحدث بإحساس القائد التي لم يتخلَّ عن مرتبة مواطن ولم ينتقم من معاناته بشحته وإنما حولها إلى كرم نادر بناء وترك أثرامن شوارع ومساجد وعطاء وحتى إعمار آثار كسد مأرب مثلا لاحصرا ، وهو كالملك فيصل الشهيد كان يسعى للوحدة والتعاون ورفض الظلم والتفاهم ؛ هذا القائد الذي أتى من البداوة إلى الارتقاء في سلم المدنية بشكل منحنى عمودي حاد الارتفاع هو من صناع الحياة وان كان الشيخ زايد الخير نال جوائزا نحو 11 جائزة اثنان منها رجل العام تشرفت به فهو لم يك بنفسية تهتم بأكثر مما تنجز وان يكون أهله بخير ومكتفين ونفس مطمئنة منفتحة على الناس أجمعين، زايد الخير نموذج إنسان الواجب اغتنى فما بطر وانفق ما يرده منها على فعل الخير فاستحق لقب زايد الخير وقاد الناس إلى رحلة ربما لا يحلمون بها رحم الله الشيخ زايد الخير.

الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني:

شخصية بدوية أخرى أظهرت الحكمة، لن أفيها حقها بعجالة المقال، وربما إبرازها له أهمية أن المهام لا توكل من فراغ وان الموهبة السياسية في إنشاء المصالحة والفاعلية السياسية لها اصل في هذه الدولة الصغيرة الحجم الكبيرة الفعل ودورها الحالي في العلاقات الدولية، هذا القائد استطاع أن يوحد القبائل ولابد أنها حكمة عظيمة لأستطيعأن استخلص من سيرته وصفه بهذه الكلمات فهو رجل مثقف بمعايير العصر قاض وفقيه وشاعر وفارس ذو قرار وحكمة، فقد دعم الشرعية ووفق شروطه لتكون معركة “الوجبة” فتكون قطر حصينة مجيرة لمن استجار بها وسنجد في الحديث عن الجنرال عبدالرحمن سوار الذهب انه دعم من أمير قطر الشيخ خليفة بذات الروحية فقد كانت في عهد الشيخ جاسم محمد آل ثاني”قلعة المضيوم”

عبد الرحمن سوار الذهب:
لو أن لقبيلة أو دولة أن تفتخر بقائد عسكري بطل زاهد لحق لقبيلة سوار الذهب أن تجعل لها منه قدوة وان يكون نموذجا لجنرالاتها وجندها دولة السودان التي تدخل اليوم صراعا وجوديا على سلطة تخلى عنها المرحوم سوار الذهب بالتفاتة بل حدثا نادرا تاريخيا كتب بسطور من اعتزاز وفخر وقدم نموذجا لمومن وعد وأوفى وحاول جاهدا إنقاذ بلده ووضعها على الخط الصحيح، لا دماء وزهد يتحدث عن نفسه بلا رياء.
عبد الرحمن سوار الذهب نموذجا آخر للمسلم الأخلاقي وما يمكن أن تتقدم به البلاد إن حكمها رجل مخلص صادق، وما حقق من إنجازات في اتجاهات متعددة خلال هذه السنة بمساعدة الملك فهد رحمه الله ودعم من الشيخ خليفة بن حمد حيث أتاه منفيا فجعله مستشارا وجند قدراته ليكون له دورا في جيش قطر، فقطر نموذجا خليجيا تنمي وتستثمر من يأتيها مخذولا ولا تجمده أو تحنطه فيعود كما عاد سوار الذهب ليصلح حال بلده أو على الأقل هذا ما كان ينوي فعله.
هذه الشخصيات توضح دورا محوريا لشخصيات خليجية أو لها علاقة بالخليج وما يثمر التعاون والإخلاص والوفاء وحب الأرض والأهل، ولعل من المفيد توثيق السير ليملك المؤرخون وثائق تقيم دراسات وإحصائيات تبرز مواطن القوة في الأمة وقادتها وأين تضعف الأمة وسر ضعف قادتها.
محمدصالح البدراني

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى