مقالات

السكان والنفط و الذكاء الصراعي

#الشبكة_مباشر_بغداد_د. نمير نـجـيـب نـعـوم

في كل دول العالم يتم بناء الاقتصاد اعتمادا على عمودين اساسيين هما السكان والارض. فالسكان هم الشعب الذي يمتلك الارض التي يعيش عليها ويحتفظ بها ، ويبحث في داخلها عن الموارد الطبيعية ويستغلها في الزراعة ويطور منتجاتها،اي ان السكان هم من يفجرون طاقات الارض ويتصرفون بها بعقولهم وبالشكل الذي تزداد فيه الثروات ، وبهذا فان ةالسكان والارض هما وجهان لعملة واحدة لايمكن ان ينفصلا بل يعملان سوية من اجل ارساء دعائم البلد اقتصاديا على وجه الخصوص.وما المأساة التي يعيشها الفلسطينيون منذ اكثر من نصف قرن سوى ان اصحاب الارض الاصليين لايمتلكون أرضهم لانها محتلة من قبل غيرهم.

العقول الاقتصادية النيرة في كل بلد تسعى الى النمو والارتقاء وتعمل على توظيف كل الامكانات وتوجيهها نحو هدف واحد ،هو تحقيق الاكتفاء الذاتي تعليميا وزراعيا وصناعيا ،وايجاد البدائل بين مكونات الاقتصاد اذا ماشحت من أجل ان يبقى النسيج الاقتصادي متكاملا لاتعتريه التشوهات وبعيد عن اي خروقات.

ومشكلة اقتصادنا الاساسية هي عدم السماح لاصحاب المواهب الاقتصادية الابداعية للتدخل بشؤونه ،فاقتصادنا لانفهم منه سوى براميل النفط التي نفنخر بتصديرها ولايهمنا من النفط سوى الدولارات التي يذهب القسم الاكبر منها الى منظري وعباقرة الذكاء الصراعي،اصحاب السلطة والمناصب المتنفذين بشؤون البلد اقتصادنا ليس له علاقة بالسكان وتعدادهم واهمية الدراسات المتعلقة بالزيادات السكانية ومايتطلبه ذلك من ضرورة ايجاد مايتوفر من فرص لاشباع الحاجات الحياتية وتوظيف تلك الزيادات لخدمة الاقتصاد.

فالزيادات السكانية التي نشهدها لاتدخل ضمن دائرة اهتمام المتنفذين بالسلطة لسبب بسيط هو لانهم اقليةة في العدد ولكنهم يمتلكون حصة الاسد في الموارد النفطية ،،فالنظرية الاقتصادية السائدة لدينا تقوم على اساس علاقة عكسية ،، فالاحتياطيات النفطية تتناقص مقابل زيادة سكانية لا احد يعلم مداها،،وكل ذلك يتم داخل اطار فلسفي لاتعرفه بقية المجتمعات سوانا هو اطار الذكاء الصراعي ،،حيث يتم تأجيج الصراعات بين فئات المجتمع من قبل المتسلطين التابعين للمنظرين في دول خارجية ، من اجل خلق صراعات وانشقاقات واختراقات لايتمكن المجتمع من خلالها الى الاهتمام ببلده وثروته وكيفية استغلالها ، بل يبحث المجتمع عن سد حاجاته باي شكل وتجنب الخوض في ميادين التطور والارتقاء بقطاعاته.

العالم برمته الان وبعد ان تجاوز المشاكل الاقتصادية التقليدية ، بدأ يفكر بالذكاء الصناعي، حيث اصبح الاقتصاديون في الدول المتقدمة يتسابقون من اجل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي الذي اصبح جزءا من الحياة اليومية،،ويتفننون يوميا من اجل زيادة استخداماته لخدمة البشر،بينما نحن منشغلونة بالذكاء الصراعي والتفنن بايجاد افضل السبل لبقاء المنتفعين من السلطة في اماكنهم وبقاء الشعب يعاني مايعاني من تخسف في بنيته الاجتماعية.

الاقتصاد في دول العالم المتنور عندما يبحث عن زيادة الناتج المحلي الاجمالي ، فانه يبحث في الزراعة والغابات والصيد والتعدين والمقالع والصناعات التحويلية والبناء والنقل والمواصلات والخدمات الاجتماعية الشخصية ،،يبحثفي كل هذه من اجل ان يحتسب متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي، وبهذا المعيار يتفاخر امام بقية الدول اذا كان المتوسط عالي،،وفي بلدنا الذي يخضع للذكاء الصراعي ، فأن الفرد لايعلم من الناتج المحلي الاجمالي سوى برميل النفط ، وما ادراك مالنفط ،، فاذا نفذ هذا النفط يكون الذكاء الصراعي قد حقق هدفه في ان تعود بلادنا الى العصور اللاذكية عندما كانت تتنقل الشعوب باستخدام القوافل التي تعتمد على الذكاء البعراني !!!!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى