مقالات

اليوم استذكرت بداية إدراكي لقضية فلسطين و انا طفل التحق بالمدرسة الإبتدائية عام 1949

#الشبكة_مباشر_دبي_أستاذ د. علي عطية الرفاعي

اليوم استذكرت بداية ادراكي لقضية فلسطين وانا طفل التحق بالمدرسة الابتدائية عام ١٩٤٩( ولذلك أيضا قصة)، ، وقتها لا حظت طفلا يتجمع حوله الأطفال بتحية وحنية، فرحت اسال ما القضية، فهمت أنه يتيم، طيب وانا يتيم لا يلتف أحد حولي مرحبا؟؟ فقيل لي أنه ابن شهيد نائب ضابط استشهد في فلسطين دفاعا عنها ضد مغتصبون أجانب يدعون صهيوينة، ويدعون فلسطين وطنهم قبل ٢٠٠٠ عاما، لم افهم ذلك ،لكن تأثرت بوضع الطفل زميلنا في المدرسة، فرحت افكر بالموضوع فأصبحت لي قضية فكرية اولا،.

ومرت الأحداث وجاء ١٩٥٤م وانا في الثاني متوسط حيث الوعي نما وتقوى، فأصبحت اسمع ذكر فلسطين كثيرا من إذاعة مصرية حيث ثورة مصر ١٩٥٢م ،من أسبابها هي القضية الفلسطينية ،وضح الموقف اكثر بقيادة ناصر، حيث حدد أهداف الثورة في كتاب باسم فلسفة الثورة، ٦٠ صفحة بحجم صغير، وأصبحت الأمور عربيا تتوضح، وهي فلسطين قطر عربي تحت الانتداب البريطاني المستعمر لمصر والعراق والسعودية والأردن وفلسطين، بعد الحرب العالمية الاولى المنتهية عام ١٩١٨م بهزيمة الدولة العثمانية التي أساءت السلوك إسلاميا وعربيا في آخر مراحلها ،متبعة سياسة التتريك ضد العرب ،مما دفعهم للتحالف مع أعداء للامة بوضوح، فلنتصور اذن ما فعله الاتراك، وهكذا قام الإنكليز بدور تفتيت الأمة وفتح المجال لليهود من آفاق العالم للهجرة إلى فلسطين بحجة معاملات الغرب السيئة لهم ،وكان العرب مسؤولون عن ذلك؟؟ وقتها كان اليهود في فلسطين ١٠% وهم يعيشون باستقرار مع العرب الذين هم اولاد عم اليهود الإسرائيلي الاصل. وشعر أبناء فلسطين بالمؤامرة وبدأوا المقاومة ،ولا سيما عام ١٩٣٦م، لكن الإنكليز والغرب والروس

ساعدوا الصهيونية بهجرة من يدعي يهوديا إسرائيليا إلى فلسطين. ورغم مقاومة شعبية عربية، لكن ظلم العالم قسم فلسطين إلى دولة صهيونية وبقية فلسطين للعرب ترتبط بالاردن ،فحدثت حرب ١٩٤٨م في وقت العرب تحت سيطرة الإنكليز والفرنسيين والايطاليين. فخسر العرب الحرب وتوسع الكيان الصهيوني ،هكذا هجر العرب وجيء ببشر من آفاق العالم، أنه ظلم عالم يدعي الحضارة وواقع عربي دون إرادة.

تلك صورة فهمناها ونحن في الثاني متوسط.

وهكذا نما الفكر العربي في شبكة افكاري ، وتوالت الأحداث فنما الفكر القومي صعودا يوم امم ناصر قناة السويس وطرد الإنكليز المستعمرين عام ١٩٥٦م، وما تبع ذلك من عدوان ثلاثي( فرنسا وبريطانيا والكيان الصهيوني) على مصر

لا سقاط ناصر والتاميم، ومع الأسف كان دور النظام الملكي بهيمنة نوري السعيد وقتها دعم العدوان بل التحريض عليه( مذكرات ايدن). وفشل العدوان لموقف دولي وشعبي عربي، قاد ذلك إلى قيام نهوض قومي تقوده حركة قومية يتقدمها البعث، قاد إلى اول وحدة عربية بين مصر وسورية في ٢٢ شباط ١٩٥٨م. بقيادة ناصر.

تلك كانت مشجعة لالتفاف الشباب العربي حول الإنجاز والانخراط في صفوف الحركة القومية العربية ولا سيما البعث العربي الاشتراكي. وهكذا كنا أحد الكاسبين للبعث أو المكسوبين عفويا حيث الأهداف واحدة.

ويوم دخلنا الجامعة/ الكلية، كان معنا في قسم الفيزياء ثلاثة من مجموع ١٥ طالبا في قسم الفيزياء وقتها( ١٩٥٧م-١٩٥٨) من ابناء فلسطين.فكانت مسيرة عربية، فلسطين دائرة كفاحها. وهناك من الطلاب وقتها ظن اني فلسطيني.

تلك خلفية جعلتنا نعيش القضية فلسطينيا عربيا. ورغم صغر سننا يوم التحقنا بالبعثة إلى امريكا ٦ اب ١٩٦٢م بعد تخرجنا بسنة، للحصول على الماجستير والدكتوراه في الفيزياء النووية،( ٢٣ سنة عمرا)، لم ننسى دورنا هذا، بل ساهمنا بالتوضيح لزملاء امريكان معنا في الدراسات العليا. وكتبنا في الصحافة المحلية. ومن الأفكار التي طرحتها قيام دولة فلسطينية ديمقراطية بشعبها ١٩٣٠م حيث الهجرة كانت خفيفة وقتها، واليهود بنسبة ١٥% ، وكل مهاجر يعود لوطنه عربيا يهوديا.

فتعجب من الفكرة أحد الامريكان وقال سانقلها لسنتور المدينة اذا توافق، فقلت لا مانع، ثم قال اذا طلب الحديث معك هل تقبل قلت نعم، ثم قال ان الفكرة هنا ان العرب يريدون رمي اليهود في البحر، فيتعاطفون معهم، فقلت له تلك دعاية صهيونية، فاليهود من بني إسرائيل ( يعقوب) هم أبناء عم العرب. وبعد ايام جاء فقال ان السنتور تفهم ما قلته بدقة، لم يطلب مقابلتي. هذا كان ١٩٦٣م ، يومها كان جون كندي رئيس أمريكا. بعد أشهر نشرت الصحافة ان كندي بعث برسالة حول حل القضية الفلسطينية حلا منصفا، فيظهر فهمت الحركة الصهيونية ان الحل ليس لصالح اهدافها، فقتلت كندي وهو في زيارة لدلس/ تكساس، شاهدناها تلفزيونيا بطلها اوزولد وروبي، وطمطمت ولا زال القاتل محل جدل. !!

فأنا فعلا أرى أن فلسطين دولة ديمقراطية بشعبها ١٩٣٠م،

وكل مهاجر تحت الحركة الصهيونية بعد ١٩٣٠م يعود لوطنه الاصلي، ولا عداوة بين العرب وبين احفاد يعقوب.

والا سوف تبقى القضية قضية صراع ابدي ليس في صالح الأمة أو لصالح الإسرائيلي الحقيقي. اعلم انه مقترح صعب في ضوء واقع الحال لكن واقع الحال واقع تاريخيا خطأ والآن أخطأ. فما اقترحه يتطلب جرأة وعقل وحكمة من جميع الأطراف. اقول هذا عن خبرة ،وانا من كتب مئات المقالات عن الموضوع، ويضم أكثرها كتاب نشر عام ٢٠٠٧م تحت عنوان القضية.
ا.د.علي الرفاعي.

٢٢ مايس ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى