دوليمقالات

اور تعانق أجراس الفاتيكان بقلم اكرم التميمي

الشبكة مباشر

اور تعانق أجراس الفاتيكان
بقلم اكرم التميمي


لم تكن زيارة البابا إلى مدينة اور مدينة ابراهيم الخليل مدينة الأجداد الا هي رسالة تاريخية عميقة لها أبعاد كبيرة في مجالات التعايش السلمي وتمازج الحضارات .وسيكون الطريق مفتوحا بين اور مهد الحضارات والفاتكان
وبزيارة البابا الى العراق سيكون الطريق موصولا الى اور مهد الحضارة وقيم الابراهيمية الحنفية مع بقية اجزاء العالم وسيصل الصوت ونقاء التراب
بهبوط قداسة بابا الفاتيكان سيكون العراق في قلب التحولات الدولية وسيرتفع رصيده المعنوي في افاق القيم الانسانية وسيرى العالم الحبر المسيحي الاعظم يهبط في الفناء الابراهيمي مثلما سيدرك انسان هذا الكوكب ان العراق ارض الاديان وجذور الانبياء ومهبط السماوات ومختلف الملائكة.
يصل البابا والعراق يمر بجائحة عالمية استنزفت الارواح واستهدفت مئات الالاف مِن البشر ورغم. هذا يـعـنَي ان بابا الفاتيكان يعلم ان دخول ارض اور وتلمس تراب الزقورة شفاء مِن سقم الوباء ويد رحومة تبسطها ارض ابراهيم لمن يتطلع اليها ويزورها ويتبرك بعبق رسالتها كما البابا الذي سيقدم الى اور وهو في الطريق الى ابي الانبياء.
وزياراته تعتبر مشروع الرسالات السماوية والكتب المقدسة واذا كانت اور وزقورتها هي الارض الموعودة بالمحبة والسلام والتسامح كما ورد في رسالة البابا الاعظم فانها الوطن النهائي لكل العراقيين وميقات الاديان واسفارها المقدسة والارض الطيبة والمثال الانساني الذي يستحق الخدمة وبذل الجهود الاستثنائية لبناء نموذجه الانساني ودولته الكريمة ومجتمعه المجيد لذلك فان الشهداء الذين قضوا دفاعا عن بوابات هذا الوطن وحمايته من كافة المكونات هم التعبير الوطني والتجسيد الحقيقي لوحدة العراق ارضا
ويعد العراق في عيون بابا الفاتيكان بيت الحجيج المقدس ومهبط انساني يحج اليه العارفون بقيمته الكونية ومكانته الانسانية ودوره العميق في حركة الاديان السماوية.
وبزيارة البابا سيتصل العراق بمشتركه الحضاري القيمي والانساني مع العالم المسيحي وسترتبط اور في ذي قار بروما وبقية الحواضر المسيحية وسيكون على العراقيين اتمام المسيرة الوطنية والتعبير عن نمط الهوية الدينية المشتركة بروح الحركة الابراهيمية والرغبة في الانسجام مع مفاهيم حوار الحضارات الذي يقدم بصياغة شكل العالم وجوهره الابعاد الروحية المشتركة عـلى لغة المصالح الضيقه
اور التي منحها اللّـﮧ تعالى هبة للعراق ستتحول غدا الى بشارة نور ومحطة للقاء بابويّ هو الاكثر تاثيرا واستقطابا في التاريخ العربي المعاصر وصوتا مبرورا يتوهج مدى الدهور ويصحو على مفرداته طلاب الحقيقة الكونية وعلى ايقاعات كلماته المقدسة تتاسس امم حية وشعوب ابية ونهضات انسانية تنضح خلودا وابدية.
في مكان مرتفع مِـن زقورته الواقفة وقوف الشمس سيؤدي الحبر الاعظم صلاة السلام عـلى اهلها وسيتلو في سره ماتيسر له من محبة الانجيل فيجيبه مِـن الجانب الاخر صوت اللّـﮧ الذي تردد على ذات التراب المقدس “ملة ابونا ونبينا ابراهيم الخليل وهو الذي وضع الأسس السماوية لنا ولجميع المسلمين
سلام على ابراهيم.. وسلام على كل من حمل رسالة الأديان السماوية .
اكرم التميمي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى