مقالات

خواطر آية الله العظمى

#الشبكة_مباشر_كولورادو _ الدبلوماسي السابق دريد السامرائي

من حق البعض إن لم يكن الجميع أن يتفاجأوا إلى حد الدهشة, والإستغراب والتساؤل.. ما هذا؟ ” آية الله العظمى”. وكما يتردد على لسان إخوتنا المصريين في حالة التعبير عن دهشتهم ” إيه ده .. كدة ببساطة ..مرة وحدة .. آية الله .. .. وكمان عظمى “. نعم آية الله .. ومن أعظم آياته.
لكي لا أشغل ذهن القارئ الكريم وأجهده في التساؤل عن مغزى لقبي.. كينونتي ” آية الله العظمى “. أسهل الأمر وأقربه له :
فاتنة من بلاد الكفار (؟) جائتني.. وفاجأتني.. قائلة: يا آية الله العظمى, أبوعمار العرموشي, قدس الله سرك, هل لك أن تصفني؟
أجبتها: ما هذا يا فتنة السماء التي حلت على المخدوعيين في كوكب الأرض؟ أأنا آية الله العظمى.. وقدس الله سري؟ أتمزحين.. أم تسخرين من أولئك الذين يحملون هذا اللقب المبارك؟.
لا وربي وربك.. لا وقبلتي وقبلتك, لم أقصد ما تصورت.. وما خطر ببالك.. وما ذهبت إليه ظنونك.. بل هي الحقيقة التي يغفلها البعض من عباد الله على اختلاف أديانهم .. وطوائفهم.. وانتماءاتهم . أو ليس أنا أيضا آية من آياته العظمى, رغم إني من بلاد الكفار, كما يطلق علينا الكثير من أهل ديانتكم . ولأوضح لك الأمر, ولا أشك بأنك أدرى مني بذلك, ولكنك تستدرجني لتطلع على رأيي, وهذا هو أسلوبك في الحوار, إنك تجيد الإستماع , وتبحث عن كل ما يثير الجدل والتساؤل, وقبل أن تشرع في وصفي وتحليل شخصيتي إن طاب لك ذلك, تلجأني أن أسألك: أليس كل المخلوقات في هذا الكون الواسع من جان وأنس ( وشياطينهم ). حيوانات.. قردة.. وخنازير..إلخ, وهي أنبل وأرحم في سلوكها من الإنسان في سلوكه الحيواني. حشرات.. نمل.. ونحل.. وبعوض.. وصراصير..إلخ. نباتات.. جماد.. جميعها من آياته العظمى سبحانه وتعالى؟ أفليس من حقي أن أبدأ ذكر إسمي أنا أيضا بلقب – آية الله العظمى – التي أنعم الله بها عليك وعلي وعلى جميع مخلوقاته صالحها وطالحها؟ والإسم ليس أكثر من مفردة لا تعني شيئا سوى للتعريف بصاحبها.
ومما يثير إستغرابي إن بعض من حملوا هذه الصفة “آية الله العظمى ” واللقب الأكثر شدا وجذب ” روح الله “( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ) وهكذا ينطلي الحق الذي إريد به الباطل في بعض البلاد التي يقال انها تدين بالإسلام, إقتصرت عليهم كميزة كبرى إنفردوا بها على أساس سعة مداركهم وعلو مكانتهم وما قدموه للإنسانية من خدمات في مجالات اختصاصهم, ومنحوا هالات من القدسية فاقت حدود قدسية الأنبياء .
من حقنا أن نتساءل هل قدمت هذه الآيات خدمة ملحوظة للبشرية غير تكفير الغير.. والتفريق.. وخلق الفتن والنزاعات.. وحل سفك الدماء.. وتخريب المجتمعات.. والفتاوى المهزلة؟.
ما هي انجازات وخدمات تلك ” الآيات العظمى ” في أي من مجالات العلوم كافة – في الطب.. والفيزياء.. الكيمياء.. الهندسة ..الفلك والأجرام السماوية.. علوم البحاروكنوزها وخفاياها.. ممالك السماوات والأرضين وما بينهما.. وما شهدته المدنية وما تشهده من إختراعات وصناعات مذهلة لخدمة البشرية صالحها وطالحها.. مؤمنها وملحدها.. ألا تكفي تساؤلاتنا هذه؟.
ألا يحق لاؤلئك الذين برعوا بتلك العلوم وقدموها لخدمة البشرية ومن كل الأديان دون إستثناء وحتى لمن لا دين لهم أن يحملوا إلى جانب ألقابهم العلمية عبارة ” آية الله العظمى ” أم إنها حكر على الأدعياء والجهلاء الذين استغلوا غفلة وجهل أتباعهم؟.
والآن وبعد كل الذي قدمتيه من تساؤلات وإجابات وايضاحات, هل تصرين على الوصف؟ يا آية الله العظمى.
نعم يا آية الله العظمى.
أتنكرين ان الكمال لله وحده؟.
كلا.. بل هي الحقيقة وإيماني القطعي بها.
ولهذا سأتناول في وصفك الجانب الإيجابي والسلبي في شخصيتك مع إيجازالموجز.
أنت الثريا في سماء ندرت فيها النجوم.. وبدر اكتمل في سماء لم تخالطها السحب.. أنت نسمة هواء ربيعية لمن شارف على انقطاع النفس.. ورشفة ماء عذبة لمحتضر من ظمأ.. أنت فاتنة وفتنة.. أنت الرقة والهوج.. أنت الطيبة والحنان.. وأنت المكر والدهاء.. أنت الشفاء وأنت الداء.. أنت الرؤيا والأضغاث.. أنت الدفء والزمهرير.. أنت قارورة العسل ورأس البصل.. أنت الجنة وأنت النار. آه يا حورية الأرض, لا تسعفني حروف الأبجدية في إيجاد المفردات التي تليق بالوصف, لأنك غضب السماء الذي حل على المستضعفين في أرض الأولياء
دريد السامرائي
كولورادو – الولايات المتحدة الامريكية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى