أخبار العائلة العربية في المهجرالاخباردولي

العاشر من محرم مناسبة مهمة جدآ يحتفل بها المسلمين في العالم أجمع … تعرف على الفرق بالأحتفال بها بين العراق و المغرب

#الشبكة_مباشر_لندن

انهى زوار مدينة كربلاء العراقية اليوم الخميس مراسم العزاء الخاصة بعاشوراء بطقوس ما يعرف بركضة طويريج، التي شارك بها حشود غفيرة من الزائرين تقدر بالملايين.

وتوجه المشاركون في مراسم العزاء ركضاً باتجاه مرقد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (رض) وهم يقومون بلطم رؤوسهم تعبيراً عن مظهر الحزن.

وتعد مراسم عزاء “ركضة طويريج” إحدى الطقوس الرئيسية في ذكرى عاشوراء.

وتعود تسمية هذه المراسم إلى قضاء طويريج في محافظة كربلاء، حيث تبدأ مراسم العزاء من قنطرة السلام التي تقع على طريق طويريج على مسافة نحو خمسة كيلومترات عن مركز المحافظة.

و الزيارة شارك فيها اكثر من الف موكب خدمي لتقديم الخدمات للزوار من اطعمة ومياه للشرب.

و ‬يشرف‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة العراقية‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬مع‭ ‬قيادة‭ ‬عمليات‭ ‬كربلاء‭ ‬على‭ ‬مراسم‭ ‬زيارة‭ ‬عاشوراء‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬استقدام‭ ‬قوات‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القواطع‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تأمينها‭. ‬

واعلنت‭ ‬إدارة‭ ‬محافظة‭ ‬كربلاء‭ ‬،‭ ‬الاربعاء،‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالطيران‭ ‬المسير‭ ‬والتقنيات‭ ‬المتطورة‭ ‬لتأمين‭ ‬زيارة‭ ‬عاشوراء‭ . ‬

وقال‭ ‬مصدر‭ ‬حكومي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬محلي‭ ‬إن‭ ‬كربلاء‭ ‬وضمن‭ ‬خططها‭ ‬الامنية‭ ‬الخاصة‭ ‬لإحياء‭ ‬مراسيم‭ ‬شعائر‭ ‬عاشوراء‭ ‬يوم‭ ‬غد‭ ‬الخميس‭ ‬،‭ ‬تستعين‭ ‬بالطيران‭ ‬المسير‭ ‬،‭ ‬والتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬المتطورة‭ ‬،‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الحشود‭ ‬المليونية‭ ‬ومراقبتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كاميرات‭ ‬امنية‭ ‬و‭ ‬شاشات‭ ‬تلفزيونية“‭. ‬

وأضاف‭ ‬كما‭ ‬إن‭ ‬“الحكومة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬كربلاء‭ ‬انجزت‭ ‬الساحات‭ ‬الخاصة‭ ‬بوقوف‭ ‬عجلات‭ ‬نقل‭ ‬الزائرين‭ ‬القادمين‭ ‬لأداء‭ ‬مراسيم‭ ‬شعائر‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬محرم‭ ‬الحرام‭ ‬ذكرى‭ ‬استشهاد‭ ‬الامام‭ ‬الحسين‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬المحاور‭ ‬الثلاثة‭ ‬من‭ ‬كربلاء‭ ‬والى‭ ‬محل‭ ‬سكناهم‭ ‬في‭ ‬المحافظات‭ ‬الاخرى‭ ‬،‭ ‬بمساندة‭ ‬اسطول‭ ‬نقل‭ ‬الوزارات‭ ‬الاتحادية‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬واعلنت‭ ‬مديرية‭ ‬مرور‭ ‬كربلاء‭ ‬،‭ ‬الأربعاء‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬وصول‭ ‬قوات‭ ‬الضيفية‭ ‬من‭ ‬مديريات‭ ‬مرور‭ ‬أربعة‭ ‬محافظات‭ ‬استعدادا‭ ‬لزيارة‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬محرم‭ ‬الحرام‭ . ‬

أما في المغرب فالأحتفال بالعاشر من محرم فشيء آخر بعيد الحزن و اللطم.

أجواء خاصة.. هكذا يحتفل المغاربة بليلة عاشوراء

وتعتبر “عاشوراء” أو “عيشورة” كما يطلق عليها محليا، بالنسبة لشريحة واسعة من المغاربة، مناسبة لاستحضار عادات وتقاليد متوارثة عن الأسلاف، ولإحياء طقوس ظلت راسخة في الذاكرة الجماعية للمغاربة.


الحريرة، الشباكية والسلّو.. نجوم طبلة الفطور المغربية

وسواء في المدن أو في قرى، فإن الأسر المغربية تشترك إلى حد كبير في مظاهر الاحتفاء بعاشوراء، حيث تحرص النساء على تحضير أطباق تقليدية قبل انطلاق أجواء الاحتفال، التي تتميز عادة خلال هذه المناسبة بالرقص على إيقاع الدفوف و”الطعاريج” والأهازيج الشعبية، فيما ينشغل الشباب بإشعال نار ضخمة، متفاخرين بقدراتهم على القفز فوقها.

وتقول خديجة لـلشبكة مباشر: ” إنها عاداتنا وتقاليدنا. نسعى جاهدين للمحافظة عليها، ونحرص على توريثها لأبنائنا” وتضيف: ” ظلت صورة أمي وهي توزع علينا في عاشوراء، نصيبنا من “الفاكية” واحدا واحدا، من الصور الراسخة في ذاكرتي إلى اليوم”.

وتعتبر السيدة الخمسينية، أن تزامن ذكرى عاشوراء للعام الثاني على التوالي مع الأوضاع الصحية المرتبطة بالوباء، لا يشكل أي عائق أمام احتفاء المغاربة بالمناسبة بل يجعلهم هذا الوضع متمسكين بشكل أكبر بالفرح والاحتفال.

و قد خصصت خديجة جزء مهما من يومها لتجوب مختلف المحلات التجارية بأحد أكبر الأسواق الشعبية في مدينة الدار البيضاء، بغرض اقتناء ما تحتاجه من مستلزمات للاحتفال وأسرتها بذكرى “عاشوراء”، وعلى غرار عدد كبير من المغاربة، لم تمنع جائحة كورونا هذه السيدة المغربية من إحياء عادة وتقليد متوارث منذ زمن بعيد.

تقول خديجة وقد أشرفت على الانتهاء من التسوق، بأنها تستهل التحضيرات للاحتفال بذكرى “عاشوراء” منذ بداية شهر محرم، وتحرص على اقتناء الفاكية (خليط من الفواكه الجافة والمكسرات والتمر والتين) والطعاريج (آلات موسيقة مغربية تصنع من الطين والجلد) إضافة إلى لعب للأطفال.

وتستطرد: “أعتقد أن الوباء سيغيب بعض مظاهر الاحتفال القليلة فقط، خاصة المرتبطة منها بالتجمعات وإشعال النار الذي يتم في الليل، بسبب فرض حضر التجوال ابتداء من الساعة التاسعة ليلا”.

أما محمد حطاري، بائع الفواكه الجافة بسوق شعبي في الدار البيضاء، فيقول إن تجارة المكسرات والفواكه الجافة وألعاب الأطفال والآلات الإيقاعية التقليدية تشهد انتعاشا كبيرا خلال هذه الفترة من العام.

ويؤكد محمد لـلشبكة مباشر، أن التجار يراهنون على هذه المناسبة من أجل تعويض الخسارة التي لحقت بهم جراء تفشي فيروس كورونا وتشديد الاجراءات الاحترازية لمنع انتشاره.

ويشير إلى أن “أغلب الزبائن يقبلون بمناسبة “عاشوراء” على اقتناء ما يحتاجونه من مكسرات وتمر وتين إضافة إلى الفواكه المجففة، فيما يفضل آخرون شرائها جاهزة في علب خاصة لتقديمها كهدية”.

وتصادف ذكرى “عاشوراء”، يوم العاشر من شهر محرم، ويتم إحيائها في ليلتي التاسع والعاشر من الشهر الهجري، من خلال إعداد أطباق تقليدية وإحياء عادات قديمة من بينها “شعالة” و”زمزم”، والحرص على اقتناء لعب للأطفال لإدخال البهجة إلى قلوبهم.

وتبقى “عاشوراء” ذكرى مميزة بالنسبة للأطفال الذين يستمتعون بأجوائها الاحتفالية ويحصلون خلالها على هدايا عبارة عن مجسمات سيارات أو رشاشات مياه للأولاد ودمى للبنات، كما يقدم لهم الجيران نصيبهم من “الفاكية”.

امتداد في التاريخ

ويقول الخبير المغربي في علم النفس الاجتماعي، محسن بن زاكور، إن الاحتفاء بذكرى عاشوراء في المملكة له امتداد قديم في التاريخ، وارتباط بموروث ديني، غير أنه امتزج مع مرور الوقت بالثقافة المغربية وبطقوس واحتفالات المزراعين المغاربة.

وفي حديث مع الشبكة مباشر يعتقد بنزاكور بوجود علاقة وثيقة بين مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة، وما تجود به الأرض من خيرات، مما يتجسد من خلال إعداد أصناف مختلفة من الأطباق باختلاف مناطق المغرب.

وتعكس هذه المناسبة بحسب المتحدث، الأبعاد المتعددة للثقافة المغربية، بين الديني العقائدي والفلاحي، إضافة إلى الطابع الاحتفالي الذي تبقى غايته إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال.

ويعتبر بنزاكور، أن المغاربة قد وضعوا ذكرى عاشوراء داخل قالب اجتماعي بعيد عن بعدها الديني، وهو ما يعكس حسبه حبهم وتمسكهم بالاحتفال والفرح الجماعي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى