أخبار العائلة العربية في المهجرمقالات

المرشحة اللبنانية المستقلة للمقعد السني للإنتخابات 2022 خلود الوتار قاسم تعلن إنسحابها من الإنتخابات

#الشبكة_مباشر_بيروت_خلود الوتار قاسم

في ظل الظروف التي نعيشها اليوم من فوضى وضياع وانقسامات في صفوف من سمّوا “بالثورة على الظلم”، وفي ظل التهديدات التي نتعرض لها كمرشحات وفي ظل خيبات الأمل من أشخاص ظنناهم تغييرين حاملين شعار كلهم يعني كلهم نجدهم اليوم قد انضموا إلى لوائح من يتهموهم بالفساد تحت شعار ” تحالف انتخابي” وفي ظل ضياع الناخبين والناخبات واعتبار المرشحين وكأنهم دجاجات تبيض ذهب لهم وليسوا كاميكاز من أجل لبنان باعتبار انهم تعوّدوا على تجار الإنسان أن يشتري أصواتهم بأبخس الأثمان… لذا في ظل هذه المشهدية المظلمة قررت أنا خلود الوتار أن أسحب ترشحي عن المقعد السني للانتخابات 2022 متمنية للأشخاص النادرين المرشحين حقيقة من أجل قيامة لبنان التوفيق والسداد..
يارب ترحم وطني من مجرمي ومنافقي هذا العصر

الجزء الإول

بالنسبة لإنسانة غير دبلوماسية إنما خادمة في مجتمع مدني معظم أيام حياتها ولها باع طويل في العمل المدني، كان شكلي مثل دويك في المدينة في المرّة الأولى التي دخلت فيها مبنى البرلمان الاوروبي في بروكسل ولقيت ترحيباً أخجلني لما أظهرت من ثقة بالنفس في التواصل مع منظّمين الWIP summit. ومنذ ذلك الوقت وأنا أُدعى بصفة شخصية إلى هذه القمة في دول العالم.

آمنت بنفسي منذ الصغر وآمنت بقدرتي على التغيير بالرغم من الأجواء القاسية المُحيطة بي. اعتبرت نفسي حّرة مثل الزئبق أتسرب من بين القيود وأنطلق الى الأهداف التي أرسمها لنفسي.

لن أعود إلى الماضي ونقطة الإنطلاق إنما سأبدأ من يوم رشّحت نفسي إلى الإنتخابات البرلمانية في أيار 2013 . للحقيقة كانت خطوة صدمتني بقدر ما صدمت الأشخاص المحيطة بي. ولكن قلت في نفسي، لم لا؟؟ لي الحق كما هو الحق لكل شخص قادر أن يعمل ويخدم ويؤمن.. إنما هذه مفاهيم كلها قد تكون نسبية وقد يحللها كل إنسان بطريقته الخاصة حسب ثقافته .. لن أدخل أيضاً في المفاهيم لأنني بصدد سرد قصة مشوقة لتجربة غريبة عن مسيرة حياتي.

أعلنت ترشيحي في حفلة نظمتها في أوتيل الفينيسيا “Eau De Vie” دعيت إليها زوجي الذي لم يُدرك ولم يصدّق هذه الخطوة كما دعيت أهلي والأصدقاء وبعد الشخصيات الرسمية والإعلامية.
كان خطابي شفافاً يتحدّث عن نيّتي للخدمة على صعيد وطن ووعدي بالعمل للتغيير الذي يصب في مصلحة بلدي ومجتمعي اللبناني. كانت الدهشة البادية على وجه الأهل كبيرة فهذا جانب لم يعهدوه في شخصيتي.. متى تحوّل كلامي إلى النضال السياسي وأنا المرأة الإجتماعية المرحة التي تحب الحفلات والملابس والأناقة..
لم يلاحظ المقربين أنني كنت أدرس وأطالع وأتعلم بينما هم نيام أم لاهون في مشاغل الحياة. كانت حفلاتي دائماً اجتماعية صحيح إنما هدفها إنساني. على مدى خمسة عشرة عاماً تطوعت للإضاءة على جمعيات فاعلة في بلدي لكي أساعدها في التطور والتوسع ثم أسست جمعيتي في 2008 لأسلط الضوء على مشكلة أطفال الشوارع. لم أحصل على دعم من مطلق أي شخص لا بل حاربني الكثير من المقرّبين والغرباء فأنا أحمل راية قضية إنسانية خطيرة ولم أرفع راية طائفة أم دين. لم أفهم تصرف الناس والمحيط لذا قررت أن أعود الى مقاعد الدراسة ودخلت الجامعة اللبنانية للحصول على الماجستير في العلم الإجتماع السياسي وبكل فخر أقول بأنها جامعة عريقة بعِلمها ومضمونها وأساتذتها وتلاميذها. توسّعت معرفتي وتعلمت النظر الى الواقع المُعاش إن كان إجتماعياً أم سياسياً بطريقة علمية وهذا ما زاد قدرتي على التفكير المنطقي والتحليلي المختلف عما تلقّمنا إياه وسائل الإعلام المحيطة بنا.

رُشّح اسمي للمشاركة بورشة عمل لبرلمانيات من الدول العربية في الأردن. لم أصدق هذه الخطوة في الوهلة الأولى ولكن كانت معي صديقتي جوزفين التي رشّحت نفسها وتميّزت أيضاً من بين المُرشّحات. كان عنوان الورشة” تكتيكات المناظرة” وكانت باللغة الإنكليزية. كانت قدرتي على التواصل مع المدرّبين كبيرة لإتقاني اللغة بعكس باقي المشاركات اللواتي يتحدثن العربية أم الفرنسية ولم تكن الترجمة المرافقة متقنة وعلمية.
بعد عودتي إلى بيروت أجد إيميل من الأردن ينصحني بالتواصل مع قمة لدعم برلمانيات العالم. تواصلت مع المصدر في بروكسل الذي سألني عن المنطقة التي أمثلها في البرلمان اللبناني فأجبته بأنني لست ببرلمانية إنما مُرشحة للمنصب. اعتذر مني من بروكسل وقال بأنها قمة مغلقة فقط لبرلمانيات العالم. أجبته بأنه استفزّني لأن اللينك يقول بأن القمة مُخصصة للنساء اللواتي ستُحدِثن تغيير في مجتمعِهنّ. شدّدت له وبكل ثقة نفس بأن اسمي خلود الوتار قاسم وأن عليه أن يتذكّره جيداً لأنني لن أحدث التغيير في مجتمعي فقط إنما سأتخطّى كل المجتمعات لأعود بالتغيير على الإنسانية بالمجمل. وما هي إلا دقائق وأجد على شاشة الكومبيوتر دعوة خاصة مع رسالة تُصر على مشاركتي في هذه القمة ولكن على نفقتي الخاصة.. لم أصدق أن هذا قد يحصل لي.. أن أكون خارج بلدي حاملة رايته ومُدافعة عن حقوقه ووجوده ولو كانت بصفة غير رسمية ومن زاوية مجتمع مدني إنما لا شك أنها كانت أول مواجهة وتجربة مختلفة في مسيرتي.
غداً تبدأ الرحلة الأولى

الجزء الثاني

توجهت إلى بروكسل وبكل فخر علّقت دبوس علم بلدي على معطفي. دخلت مبنى البرلمان مثل دويك الخارج من الضيعة إلى المدينة والإثارة تجتاح قلبي وكياني لأنني سألتقي بعضا من قادة العالم. وصلت المبنى على ظهري حقيبة اللاب توب وال الآي باد:) وبعض المنشورات عن لبنان وأيضاً كتباً ودفاتر في يدي لأنني لم أعرف ما ينتظرني فأردت أن أكون على استعداد لكل طارئ. استقبلني الشخص الذي تواصل معي على الايميل وقال بأنه أراد شخصيا أن يتعرف علي لكي يتواصل مع التي ستُضيف طاقة إيجابية إلى العالم. أدخلني المبنى من دون أن أمرّ عبر السكانر مُعرباً عن ثقته بي. هذا كلّه زادني ثقة بنفسي وبعملي وبإيماني… دخلت القاعة وكنت أول الواصلين فأخذت بالأذن أن أجلس مكان الأمين العام لأخذ الصورة. سمح لي فشعرت بقوة القدرة على أخذ القرار والتصرف به فكان الشعور رائعا لم أشعر به من قبل ولو أنه كان افتراضياً ولكن للموقع قوة. أمضيت حياتي أصارع للحصول على حقي وكان مُطلق أي قرار يُصدر من زواية مختلفة عن زوايا وجودي. ها أنا ذا في موقع اتخاذ القرارات التي تُتخذ بحق الشعوب والمجتمعات كما انني جالسة على كرسي القاضي.. كم أن هذا الزمن غريب عجيب.. أنا التي اعتبرها الجميع خارجة عن المألوف والمُعارضة لكل القوانين الجائرة والغير خانعة للمصير المرسوم. أنا التي يُقال عن قصصي والأمور التي تحدث معي بأنها خيالية ومن نسيج عقلي. ماذا سيقولون عن تجربتي هذه؟؟؟؟
نزلت منصة الرئيس لآخذ مكاني في المجلس فإذا بأوراقي وكتبي تقع من يدي فتهب امرأة لطيفة أسيوية وتساعدني لألملم أغراضي . اعتذرت منها وظننتها مساعدة لأحدهم فتُعرِّفني عن نفسها بأنها وزيرة لثلاثة حقائب من منغوليا واسمها” عيون”. كانت الدهشة والخجل باديتان على وجهي لأخلاقها الكريمة. يا للهول فإن الوزير والنائب هو إنسان عادي مثلي وليس من كوكب آخر!!!😳😳😳
هم يشعروا ويحزنوا ويتعاطفوا مثلي ومثل الأُناس العاديين!!
حسناً، ماذا نسمي الأشخاص المتسلّطين عندنا؟ هل كانت وزيرة من بلدي لتهب لمساعدتي في حمل إغراضي وتجلس قربي على السلم بينما ألملم كتبي؟؟ ممممم لاأظن!!!!!
هي ثقافة الخدمة من موقع السلطة ولكنّه مفهوم ننظر إليه نحن من زاوية السلطة المُسخّرة لخدمة المُتسلّط!!!
جلستُ في مكاني وبدأت القمة فكانت وفود عربية وأوروبية وأفريقية وأسيوية من كل دول العالم متمثّلة على الأقل بعشرة إلى خمسة عشرة امرأة إلّا بلدي لبنان. لم يكن هنالك إلا برلمانية واحدة ولم يُسمع لها حس ولا صوت. يالله!!! قمة كهذه ، نساء العالم تُعبّر وتتحدث عن معاناتها وصراعها للوصول إلى مراكز القرار فهي قادرة أن تتخذ قرارات تتعلق بمصيرها مصير أولادها ومصير النساء في مجتمعها. لها الحق أن تتشكى على كل من يتجرأ ويتعدى على حقوقها المدنية والإجتماعية والإنسانية والسياسية فكانت شهادات حية لنساء من مختلف أصقاع العالم تتحدث عن تجربتها فوُضعت الآليات ورُسِمت الاستراتيجيات والوسائل العلمية لمساعدة النساء في بلدها لكي يعم السلام والتطور للمجتمعات كافة .
ذُهلت وتأثرت وتعلّمت وأصابتني قوة عارمة لكي أعود إلى بلدي وأساعد نسائي فكانت التوصيات التي يجب أن تُتبع لكي ننهض بالمجتمعات. تواصلت السيدات في البريك وفي وقفة الغداء. تبادلن البزنس كارد وتعرّفن على بعضهن وكم كانت فرحتي عندما جلست مع رئيسة ايسلاند ورئيسة مجلس نوابها وهي البلد الحاصلة على الجائزة الأولى لعدم وجود تفرقة في كل القطاعات بين الرجل والمرأة. كما تعرفت وجالست رئيسة مجلس نواب بوليفيا والوفد المرافق التي رفضت أن تتحدث بغير لغة بلدها بالرغم من معرفتها للغة الإنجليزية.. أين نحن من هذه الثقافات؟؟؟؟ نحن مازلنا في موقع صراع أيّ اله بدنا نعبد وإلغاء كل من يعبد غير إلاهنا… المحزن والمؤسف أننا كلنا على وعي تام لهذه الحقيقة ولكننا نتصرف عكس علمنا ومعرفتنا فنتوجه دائماً إلى غرائزنا السخيفة المُدمرة لأنفسنا ولمجتمعنا ككل.
جاء دور الدول لكي تقول كلمتها فتلفتُّ على الممثلة الرسمية لبلدي التي اعتذرت بذريعة أنها أمور ملّت منها!!!!!! خاب أملي وحزنت لأن لبنان في محفل كهذا من المفروض أن تظهر نساءه لتتحدث عن حقوقها المدنية المهدورة والمنسية. فامرأة بلدي ليس لها الحق بأن تحمل تذكرة هوية اولادها القاصرين فهي غير مؤتمنة عليهم والمرأة في بلدي ليس لها الحق بأن تعطي جنسيتها لأولادها فمن الأفضل أن يكون أولادها خارجين عن القانون على أن يكونوا لبنانيين.. وهكذا نجد أن بلدي للأسف هي أرض خصبة لكل من يحب أن يزرع الشر مع هؤلاء فليس لديهم أي شئ يخسرونه.
طيّب نحن في محفل دولي لدعم المرأة بكل جوانب حياتها، أليس من المعيب أن لا تشارك وتستفيد بلدي. استنفرتُ ورفعت يدي وأعلنت بأنني من المجتمع المدني اللبناني فقالوا في بادئ الأمر بأنه ليس لي الحق بالكلام لأنني لستُ برلمانية وليس لدي صفة رسمية من بلدي فاعربتُ بأنني من لبنان وانني بحاجة أن أرى علم بلادي على الشاشة الكبيرة لكي نكون ضمن الدول التي المشاركة وهكذا سمحوا لي بالكلام.
كانت مداخلتي كالتالي: بعد الشكر لتنظيم المؤتمر تحدثت عن وضع المرأة في لبنان وكم أنها بحاجة لدعم لكي تصل الى مراكز القرار لكي تساهم في تشريعات من شأنها أن تضع حلول للمأساة التي تعيشها وأولادها بشكل خاص كما وأعربت عن عتبي لعدم وجود الترجمة باللغة العربية وخاصة أن الوفود العربية كانت قد تعدّت المئة بينما كان هنالك ترجمة لباقي اللغات وخاصة أن اللغة العربية هي من اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة وفي الختام شددتُ عن ضرورة مد يد العون للمرأة العربية فهي تعاني من أنظمة جائرة بحقها مما يعيق من تطورها وأن نساءنا موجودات في كل العالم فإن مددنا يد العون إليهن نكون نساهم في تقدم المجتمعات .. صفق لي الجميع وتقدمت البرلمانيات من الدول العربية إليَّ تسألنني عن مركزي فشددت بأنني لست ببرلمانية ولكنهن تواصلن معي وما زلنا على هذا التواصل حتى اليوم .
بعد ثلاثة أيام عدت إلى لبنان وكلّي ثقة وأمل بغد أفضل… أرسلت إيميل لكل امرأة تواصلت معها معربة عن شكري وأملي باللقاء القريب.
غداً WIP Rawanda Summit

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى