مقالات

شارع المتنبي حياة واحدة لاتكفي … رند الأسود / العراق/ بغداد

الشبكة مباشر

شارع المتنبي حياة واحدة لاتكفي …
رند الأسود / العراق/ بغداد

في كل صباح عندما تطأ قدمي شارع المتنبي السابح بأشعة الشمس الذهبية اتذكر جملة العقاد الشهيرة
” أنا لا أقرأ زاهداً عن الحياة ..ولكني أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيني” دعوني اليوم اصف لكم مشاعري كبائعة للكتب الورقية الاختراع الأعظم على مر الزمن ، فقد عشقت علم التاريخ منذ طفولتي وحققت حلمي بالحصول على البكالوريوس من قسم التاريخ في كلية المأمون الجامعة ولهذا العلم العظيم ارتباط وثيق بالأدب والكتب فمازالت اذكر اول زيارة لي لشارع المتنبي في سنة 2014 ، عندما كنت أبحث عن مصادر لبحث التخرج المطلوب مني وكان موضوعه عن حياة الزعيم المصري ( أحمد عرابي) وعلى الرغم من قلة المصادر لكني حصلت على كتاب مازلت اعتبره من كنوزي الخالدة وهو ( تاريخ شعوب وادي النيل ) للدكتور ( مكي شبيكة) .
دفعتني رغبة عجيبة حتى أثناء أنشغالي بدراستي لقراءة هذا الكتاب الذي ما ان تفتح اولى صفحاته حتى تعود بالزمن الى مصر في عهد المماليك والفرنسين وحكم اسرة محمد علي وثورة احمد عرابي وصولاً الى زعامة الخديوي عباس حلمي الثاني ، عالم آخر بين طيات هذه السطور ، ومثل كل الخريجين في زمننا هذا والذي أجاد وصفهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ في روايته القاهرة الجديدة وكإنه حالنا اليوم : (لكن سرور الطالب المتخرج بالنجاح قصير المدى، بل هو سرور لا يجاوز ليلة ظهور النتيجة، فإذا أدركه الصباح غشيه بهموم من نوع جديد، هموم شاب يطرح عنه رداء التلمذه ليلقى منفرداً ذلك الجبار المقنع المشتمل على جميع فرص السعادة وجميع عثرات الشقاء الذى يسمونه المستقبل). بقيت بلا عمل لثلاث سنوات بعد التخرج كانت الكتب هي رفيقتي الاوفى فيها ، مازلت اذكر إنني في يوم من الايام دعيتُ الى تناول الفطور صباحاً مع احدى صديقاتي فلم استطيع الخروج بدون أن آخذ معي رواية ( اولاد حارتنا) لأديب نوبل نجيب محفوظ ، شعرت حينها بتأثير سحر الكتب في حياتي ومازال هذا السحر باقياً حتى اليوم بعد ٦ سنوات فعلى الرغم من انشغالي بالعمل والدراسة وخضوعي لصاحبة الجلالة ( الصحافة) مازلت عاشقة للمكتبات ومازلت اردد مقولة العقاد حياة واحدة لاتكفيني فقد عشت داخل الكتب وشاركت ابطال رواياتي المفضلة افراحهم واحزانهم ، فنحن معشر الكتبيين مسحورين بهذا السحر العجيب للمخطوطات مثل كل زبائننا ، ولا ابالغ لوقلت لكم إنني أشعر بتسلل أشعة شمس شارع المتنبي من نبض حروف الكتب

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى