في الحياة تُـقسم الأرزاق وتفـتح جـسور الأمل..
فـإتـكلوا عـلـى اللَّه ولا يـخـيـفـكـم شـيء..
فلا تتساهلوا يوماً بحقوقكم المهداة من الله..
وصدق من قال : صاحب الحق سلطان..
أقتلوا من قتل الكلب..
يُرْوى أن شيخاً حكيماً أعرابياً يعيش مع أولاده وبناته، ولهم إبل وغنم يرعونها، ولهم كلب يحرس ويحمي الغنم من الذئاب واللصوص..
وفي يوم من الأيام جاء أحد سفهاء الحي وقتل كلب الحراسة لهذا الشيخ، فذهب إليه أبناؤه وقالوا له إن فلانا قتل كلبنا..!!
فقال لهم : إذهبوا واقتلوا من قتل الكلب..
فجلس أبنائه يتشاورون هل ينفذون أمر أبيهم بقتل قاتل كلبهم..؟؟
فاجتمعوا بالرأي على أن أبيهم كبر في السن وأصابه الخرف في عقله فكيف يقتلون إنساناً
مقابل كلب، فأهملوا أمر أبيهم..
وبعد مرور شهرين أو يزيد قليلاً هجم اللصوص وسرقوا إبل الرجل وغنمه ففزع أبناء الرجل إلى أبيهم وقالوا له : إن اللصوص هجموا علينا وسرقوا الإبل والغنم….
فرد عليهم اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب..
فقالوا : حتماً أصابه الجنون نحدثه عن اللصوص وسرقة الإبل فيقول أقتلوا قاتل الكلب..
وبعد فترة قصيرة هجمت عليهم قبيلة أخرى وسبوا إحدى بنات هذا الشيخ وأخذوها معهم..
ففزع الأولاد إلى أبيهم وقالوا سُبيت أختنا وهاجمونا واستباحوا ديارنا..
فقال لهم أبوهم اقتلوا من قتل الكلب..
فجلس الأولاد يفكرون في أمر هذا الشيخ الكبير هل جن أم أصابه خرف أم ماذا..؟؟!!
فقام إبنه الأكبر وقال : سأطيع أمر أبي ولنرى
ما سيحصل، فقام إلى سيفه وحمله وذهب إلى قاتل كلبهم وقال له : أنت قتلت كلبنا وأمرني أبي بقتلك، وفصل رأسه عن جسده بسيفه..
فانتشرت الأخبار عن قتلهم لقاتل كلبهم وطافت الأفاق فقال اللصوص : إن كانوا قتلوا قاتل كلبهم فكيف سيفعلون بنا وقد سرقنا إبلهم..؟؟
وفي عتمة الليل تسلل اللصوص وأعادوا الإبل والغنم إلى مراعي الرجل..
وعلمت القبيلة المغيرة السابية لبنت الرجل بقتلهم قاتل كلبهم فقالوا : إن كانوا قتلوا رجل بكلب فماذا سيفعلون معنا وقد سبينا بنتهم..؟؟
فأعادوا البنت وخطبوها لإبن شيخ قبيلتهم..
وعندها.. جلس أبناء الرجل وفهموا بقناعة حكمة
أبيهم وعلموا أنه لم يُخرِّف ولم يجن..
العبرة..
تذكر..عندما تغض الطرف عن بعض حقوقك سيتجرأ الآخرون على سرقتك ولو في النهار..
لا لشجاعة منهم، وإنما سكوتك هو الذي منحهم التطاول على ممتلكاتك دون حياء أو خوف..
فواجه لأجل حقك، فأنت الأولى والأحق بحقك..
اللهمّ..لا تردّنا خائبين وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين ولا ضالّين ولا مضلّين، واغفر لنا برحمتك..
رسالة من عبدلله لعبدلله..