لقد ترك ذلك الفيديو في نفسي غصة لا تزول، وألمًا يفوق الوصف. المشهد مؤلم وعنيف يفوق الوصف ،
سعيد، طفل لم يتجاوز على الأغلب ١١ عاماً يقف بجانب قبر والديه برفقة إخوانه الإثنين، يبكي بحرقة من أعماق قلبه المفجوع، دموعه تنزلق على خديه الصغيرين، العيد الذي يفترض أن يكون مليئًا بالألوان والفرح، تحول لهؤلاء الأطفال إلى يوم موحش يذكرهم بفقدانهم الأعظم. بدلًا من أن يتزينوا بملابس العيد الجديدة، وقفوا مكسوين بالحزن يتألمون على تراب قبر أغلى ما فقدوا.
كيف يُطلب من طفل أن يتحمل مثل هذه المعاناة هو وإخوانه الصغار؟ ، ويصبح هو المسؤول عن رعايتهم في هذا السن المبكر .
العالم يحتفل بالحياة والفرح، بينما هؤلاء الأطفال يواجهون قسوة الواقع وعنف الحرمان الذي يعصف ببراءتهم، ويخطف منهم حقهم في العيش كأطفال.
تأثري بمعاناة هذا الطفل وإخوانه يعيد التأكيد على حقيقة مريرة؛ أن أطفال غزة يعيشون في ظروف لا يمكن للعقل البشري تحملها. إن الشعور بالأسى لا يكفي هنا، هذه الصورة توجع الضمير الإنساني، تستثير كل ما فينا من إنسانية، تدفعنا للتساؤل عن العدل، وعن مستقبل عالم يسمح بمثل هذه المآسي.لا يمكن لأي إنسان يحمل في قلبه ذرة من الرحمة أو الضمير أن يتجاهل هذا المشهد. إنه يحتم علينا التفكير في مسؤولياتنا تجاه هؤلاء الأطفال حيث لا يضطروا لتحمل ما يفوق طاقتهم.