المسرحية الإيرانية الإسرائيلية مستمرة متى نستفيق يا عرب؟
#الشبكة_مباشر_بيروت_د آبو خليل الخفاف
إنَّ المسرحية ما بين إسرائيل وإيران تعبير يُستخدم لوصف التوترات الوهمية بين هاتين الدولتين، فتاريخ العلاقات بين إسرائيل وإيران تعود إلى حقبة تاريخية قديمة، إلى فترة الغزو الفارسي إلى بابل وتعاون اليهود مع كورش الأول في تدمير الحضارة البابلية، ومن أجل عودتهم إلى فلسطين بعد فك سباياهم.
وكانت إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي تتمتع بعلاقات وثيقة مع إسرائيل في المجالات الاقتصادية والعسكرية والاستخباراتية، وكرست هذه العلاقات لضرب ثورة ١٧/٣٠ تموز في العراق. كما اتسمت هذه العلاقات بتبادلات تجارية وزراعية وصناعية، إضافة إلى ضخ النفط الإيراني لإسرائيل. وكان كلاهما يعملان معًا في مجال الأمن والدفاع والتدريب العسكري، وفي مجالات التقنية العسكرية وتطوير الأسلحة، وتبادل المعلومات أيضًا. كما كان بينهما تبادل ثقافي وتعليمي، وزيارات للمثقفين والفنانين والطلاب، وتبادل الخبرات والمعرفة في مختلف المجالات. وبعد إتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ وانتهاء دور الشاه بدأت المخابرات الغربية لتغيير النظام الإيراني.
ومع تغير الأوضاع السياسية في إيران، وبعد عند مجيء خميني للسلطة، أستمرت العلاقات ما بين البلدين، ولكنْ بسّرية خفية تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية الأميركية بغية استكمال المؤامرة على ثورة البعث في العراق. واستمر التنسيق بين نظام خميني والكيان الصهيونى سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا وعسكريًا طيلة فترة الحرب العراقية الإيرانية.
وتميزت إتصالات نظام خميني والكيان الصهيونى بالتكامل والتناغم والتنافس في العديد من المجالات، وواصل الصهاينة دعم ايران، وتزويدها بالسلاح ضد العراق.
وبفضل الله والقيادة السياسية والقوات المسلحة العراقية والشعب العراقي كان النصر في ١٩٨٨/٨/٨.
لكنَّ النظامان الإيراني والصهيوني لم يستكنا، واستمرا بالتآمر على الشعب العراقي ونظام حكمه الوطني.
وفي هذا الصدد، من المهم أن نفهم بأن العلاقات بين الدول هي متغيرة وتتأثر بالأحداث الجارية والمصالح السياسية والاقتصادية، إلا أن العلاقة ما بين إسرائيل والنظام الفارسي جدلية ضد ثورة تموز في العراق والأمة العربية، وتمت في إطار مصالح مشتركة في ما بينهما.
وتعود أسباب تلك العلاقة إلى العداء التاريخي المشترك بين إيران وإسرائيل من جهة، والعراق ونظامه الوطني من جهة اخرى، إذ كانت إسرائيل تعارض النظام العراقي بقيادة صدام حسين، الذي كان يهدد أمنها ويدعم الفلسطينيين،
أمّا إيران فقد أعتمدت على الدعم العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي لمواجهة العراق.
وقدمت إسرائيل دعمًا سريًا لإيران في شكل توريد الأسلحة والذخائر والاستشارة العسكرية، ويشمل هذا الدعم صواريخ وطائرات مقاتلة ونظم صواريخ متقدمة ومسيرات ومعلومات أستخباراتية، ولقد ساهم هذا الدعم في زيادة قدرة إيران العسكرية للمشاركة في غزو العراق مع التحالف الدولي عام ٢٠٠٣.
لقد تطورت العلاقات بين إيران وإسرائيل إلى تقارب سري شديد، للسيطرة على الإقليم وتقسيم النفوذ في المنطقة حدود دولة صهيون الكبرى وإمبراطورية فارس.
كما ساهمت كلٌّ من إسرائيل وايران بدعم قوات التحالف الدولي، التي احتلت العراق عسكريًا وسياسيًا وأمنيًا بالتخطيط والتدخل المباشر في الشؤون الداخلية للعراق ما بعد عام ٢٠٠٣، وكان الهدف واحد هو إستعمار استيطاني للعراق .
ومنذ ذلك الوقت الى يومنا هذا، فإنَّ المخطط الإيراني الصهيوني وجهان لعملة واحدة في تقاسم النفوذ في المنطقة العربية.
إنَّ فصول المسرحية مستمرة، وربما شخوصها وطريقة إخراجها يختلف بين الحين والآخر، لكنَّ تقسيم النفوذ الإيراني الصهيوني متواصل في المنطقة العربية، فمتى نستفيق يا عرب؟ النووي الإيراني موجهة للدول العربية في المنطقة
د٠ ابو خليل الخفاف
٢٠٢٤/٤/١٩