مقالات

تماسك التاءات الثلاثة لتحقيق التطور

#الشبكة_مباشر_بغداد_د. نـمـير نـجـيـب نـعـوم

عموما ان كل عملية او جهد أو فعاليات تؤدي الى خلق مكون انساني يمتلك القوة والاصرار على ان يكون متميزا في مجتمعه ،،فهو يدخل ضمن نطاق اساليب التربية والاخلاق ،،ا ي ان من يبذل اضافة مايعينه للبقاء والاستمرار في الحياة فانه يطور عاداته وسلوكه بحيث ينسجم مع حالة مجتمعه الذي يعيشه ، وبهذا يكون متسلحا علما وخلقا بشكل يتناغم مع متطلبات بيئته.

ان بناء الشخصية يعتمد اساسا على تحقيق التوازن الجسدي والنفسي ،،وهو عملية تدريبية يدخل فيها الفرد وهو صغير ويستمر في بناء السلوكيات الجيدة والقواعد المقبولة في الحياة ، لكي يعي حقيقة صارمة هي التمييز بين الصواب والخطأ ،،يتلقى في حياته مخرجات الاخلاق من ابويه واساتذته لكي يضيفها الى شخصيته ،،وبهذا يتم بناء المكون الانساني من انواع الأسس التربوية التي يتم اطعامها ،، من التربية الجسدية الى الدينية الى النفسية ثم الاجتماعية.

الهدف الرئيسي من تلك الجهود هو لاعداد المواطن الصالح ، مواطن تقوم شخصيته على الصدق وحسن معاملة من يحيطه في المجتمع من حيث الاحترام والمحافظة على مكونات البيئة ماديا ومعنويا.

ليس هناك اصعب من بناء شخصية الفرد ، لان بناء تلك الشخصية قد يتطلب عقودا من الجهد والوقت والمثابرة والحرص ، لكي نحصل على فرد متربي ومقبول اجتماعيا ويستجيب لما يحيطه من ضوابط وقوانين وأسس تربى عليها مجتمعه.

فعليك ان تتصور حجم الجهد والوقت والتكاليف المبذولة في سبيل خلق انسان مقبول اجتماعيا، فاي مشروع اقتصادي مهما كانت منفعته للبيئة والمجتمع ،،لايساوي شيئا من حيث مخرجاته وتكاليفه قياسا ببناء فرد متربي يدعم مجتمعه ويحافظ عليه.

ولايختلف مفهومالتعليم عن التربية فكليهما يعملان على حجر اساس واحد تقوم عليه المجتمعات التي تهدف الى تحقيق التنمية المستدامة والتوجه الى بناء مستقبل يكفل الرقي والتطور والتجديد المستمر والاستجابة لكل انواع المتغيرات بما يحقق الرفاهية للشعب .

ولهذا فأن الحقيقة الراسخة التي لايختلف عليها اي مجتمع هو ان تنمية المستقبل تعتمد على الفرد وما اختزنه من مناهج تربوية وتعليمية تمكن من خلالها استثمار طاقته لخدمة مجتمعه .

واذا اعتبرنا ان كل عملية بناء لانسان واحد هو مشروع استثماري فعلينا ان نتصور حجم الجهد والتكاليف والامدادات التي يتم توظيفها لنجاه الانسان في تربيته وثقافته وتعليمه،،بل ان تكاليف ذلك البناء الانساني يتعدى تكاليف اكبر المشروعات الاقتصادية التي عرفتها البشرية ، ولكن قياسات النجاح تختلف كما هو سائد في مجتمعنا ، فما ان ينجح المشروع الاقتصادي بتحقيقه للارباح ،،فان معايير المجتمع لاتبحث عن نجاح الفرد بعد كل هذه السنين من التربية والتعليم والتثقيف والرصانة والالتزام ،، فلبس مهما لمجتمعنا ان يوفر فرص عمل للافراد ،،بل يكفي ان الفرد قد حصل على شهادات تعليمية وتربوية ،،اما أن يتم توفير فرص عمل فهذه لاتدخل ضمن حسابات واولويات المتحكمين بشؤون البلاد واصحاب القرار في توزيع الموارد ،،لأن هذه الفئة من المتسلطين لديهم قناعة راسخة من خلال خبراتهم ،،ان الشهادات التعليمية والخبرات التربوية لاعلاقة لها بتنمية وتطوير المجتمع ،،بل المهم ان يكون الفرد متسلحا بحزبه وعصاباته مع وجبات من الجهل والفساد والحرام واعتماده على فصائل واتباع متحكمين بشؤون البلد وعندها سيحصل على مايريد وبابسط الوسائل .

بقي ان نقول ان التاءات الثلاثة هي:
1. تأء التربية

2. تأء التعليم

3. تأء الكارثة الكبرى ،،التعيين ،،،

لتحقيق او عدم تحقيق ،،،،تأء التطور .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى