قرب إنطلاق مسابقة يوروفيجن 2024 للموسيقى (4 -11 مايو) بمنع حمل علم فلسطين و دعوات لاستبعاد إسرائيل
#الشبكة_مباشر_مالمو_ علاء جمعة
في قلب مقاطعة سكونه، حيث تمتد الآفاق وتعج الروح بالابتكار، تستعد مالمو مرة أخرى لاستضافة مسابقة يوروفيجن للأغنية (مسابقة الأغنية الأوروبية في مالمو 2024)، واحدة من أكثر المسابقات الموسيقية شعبية وحباً في العالم، من 4 إلى 11 مايو. هذه المرة الثالثة التي تستضيف فيها مالمو الحدث بعد دورات ناجحة في عامي 1992 و2013، مما يعيد إلى الأذهان الأجواء الاحتفالية والمشاعر الجميلة التي عاشها الجميع في تلك المناسبات.
ما هي مسابقة يوروفيجن في مالمو 2024؟
مسابقة يوروفيجن للأغنية تعد أكبر تجربة تلفزيونية مشتركة في أوروبا، وواحدة من أكبر البرامج الموسيقية التي يتم بثها تلفزيونياً في العالم، حيث تجمع الدول والشعوب عبر الموسيقى. لكنها أيضاً تجذب الأشخاص من جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في تجربة الموسيقى مباشرة.
مسابقة يوروفيجن للأغنية تعد أكبر تجربة تلفزيونية مشتركة في أوروبا
ستشهد مالمو تعاوناً واسع النطاق من مختلف الفعاليات ومشاركة العديد من سكان مالمو لخلق تجربة لا تُنسى تستمر لخمسة أيام كاملة. واستضافة مسابقة يوروفيجن للأغنية ليست فقط فرصة للترفيه بل أيضاً تسهم في توفير فرص عمل وتعزيز الاقتصاد السياحي للمدينة.
ومالمو، بخبرتها الواسعة كمدينة تستضيف الفعاليات، وبالتعاون مع قطاع السياحة، تقدم بنية تحتية عصرية ومستدامة قادرة على تنظيم احتفال شعبي حقيقي. منذ استضافتها الأخيرة ليوروفيجن في عام 2013، شهدت السياحة نمواً، وزاد عدد الفنادق، وازدهرت الحياة الثقافية.
ترتفع الأصوات المطالبة باستبعاد إسرائيل من المشاركة في مهرجان مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) من قبل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين، بيد أن إسرائيل ترى أن هذه المطالب “بمثابة دعم لأعمال حماس ومكافأة للإرهاب”.
دعوات للمقاطعة
والآن، وعلى ضوء الحرب في غزة، أصبحت مشاركة إسرائيل في المسابقة محل تساؤل من قبل بعض الدول. ففي فنلندا انضم 1400 موسيقي فنلندي إلى مجموعات فنانين وناشطين مؤيدين للفلسطينيين في البلد، ووقعوا على عريضة تدعو إلى استبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن.
وكانت حجتهم بأنهم لا يريدون أن تكون الدولة الإسرائيلية قادرة على تلميع صورتها من خلال المشاركة في العرض الموسيقي الدولي، بينما تشن حربا شرسة بجوارها وتنتهك حقوق الإنسان، حسب وصفهم. كما شهدت أيسلندا والنرويج إجراءات مماثلة وفقا لتقارير وسائل إعلام محلية، حيث تجمع متظاهرون من “Aksjonsgruppa for Palestine” (مجموعة العمل من أجل فلسطين) أمام مقر محطة تلفزيون NRK في أوسلو وطالبوا حكومة النرويج أيضا بدعم استبعاد إسرائيل.
في أيرلندا، دعا نائب عن حزب العمال علنا إلى دعم مقاطعة إسرائيل في حالة مشاركة في مهرجان اليوروفيجن. وأعرب السياسي الإيرلندي عن أمله في أن تكون أيرلندا هي الدولة الأكثر نجاحا في تاريخ مسابقة الأغنية الأوروبية، وبأن تكون السباقة في منع إسرائيل وهو ـ في رأيه ـ ما سيشجع دول أخرى مشاركة على التعبير عن رأيها. لكن رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار استهجن أقوال النائب.
المقاطعة “دعم لحماس مكافأة للإرهاب”
في حادثة مماثلة وقع المغني البريطاني أولي ألكسندر والمرشح لتمثيل بريطانيا في المسابقة على بيان لتحالف من مثلي الجنس (Queer) مؤيدا للفلسطينيين يصف ـ البيان ـ الأحداث في غزة بما أسماه بـ “تصعيد لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي”. وردت السفارة الإسرائيلية في لندن على الفور برسالة قالت فيها إنه: “خاصة في هذه الأوقات، فإن قرار بي بي سي بإرسال مشارك إلى مهرجان الأغنية الأوروبية يدعم مثل هذه الآراء المتحيزة حول إسرائيل وينشر مثل هذه اللغة اللاإنسانية حول الإسرائيليين هو أمر مدعاة للقلق”.
السفير الإسرائيلي في السويد من جانبه كان واضحا، إذ قال: “في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تعرضت إسرائيل لهجوم وحشي من قبل منظمة إرهابية شريرة تدعو صراحة إلى تدمير إسرائيل”. وأضاف: “إن الدعوة لمقاطعة إسرائيل تعطي مكافأة للإرهاب وتدعم أعمال حماس”، (وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية).
وفي الوقت نفسه، يصر اتحاد الإذاعات الأوروبية على أن مهرجان الأغنية الأوروبية غير سياسي، كما يتم رفض الاتهامات بأنه يطبق معايير مزدوجة من قبل المنظمين، موضحا أنه لا يمكن مقارنة الهجوم الروسي على أوكرانيا بما تقوم به إسرائيل في غزة.
كيف انضمت إسرائيل إلى مهرجان يوروفيجن؟
ظهرت إسرائيل لأول مرة في مهرجان الأغنية الأوروبية عام 1973، ثم أطلق عليها اسم “Grand Prix d’Eurovision de la Chanson“(الجائزة الكبرى لمسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن”) ومنذ ذلك الحين، أصبحت إسرائيل عضوا في اتحاد البث الأوروبي (EBU)، الذي يضم حاليا 68 هيئة بث في 56 دولة في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط. إسرائيل ليست الدولة الوحيدة غير الأوروبية المشاركة في المسابقة، حيث تشارك أرمينيا وأذربيجان أيضا جنبا إلى جنب، وكذلك بيلاروسيا حتى عام 2022 قبل أن يتم استبعادها لقمع حرية التعبير والإعلام. في حين كانت أستراليا أكثر الدول المشاركة “غرابة” في المهرجان منذ عام 2015 – لأن لديها قاعدة جماهيرية ضخمة وتم قبولها كعضو مشارك في اتحاد الإذاعات الأوروبية.
جدل داخل إسرائيل
على الرغم من الحرب في الشرق الأوسط، فإن الاستعدادات لمشاركة لإسرائيل جارية في مالمو بالسويد.
لكن بسبب بداية الحرب تم تأجيل المسابقات النهائية “HaKokhav HaBa – The Next Star”، التي يتنافس فيها المرشحون للحصول على مكان في مهرجان الأغنية الأوروبية. لكن ذلك لا تزال تقام على فترات غير منتظمة وبدون جمهور. حادث مؤسف تم الإعلان عنه، وهو أن أحد المغنيين الذين تقدموا للتصفيات قتل في معركة في غزة أثناء مشاركته في الحرب كجندي ملازم وذلك بعد أسابيع فقط من ظهوره التلفزيوني.
ويدور في وسائل الإعلام الإسرائيلية وكذلك على الشبكات الاجتماعية سؤال حول ما إذا كان مثل هذا العرض مناسبا في أوقات الحرب. وقبل كل شيء، ينتقد أقارب الرهائن، الذين ما زالوا في قبضة حماس، البرنامج.
ومع ذلك، سيستمر البرنامج الغنائي الإسرائيلي في الظهور لاختيار المرشحين، ولكن بزخم أقل، في حين ذكر مضيفو العرض في مالمو أن هذا لن يكون موسما عاديا. إذ سيتم تكييفه مع الوضع الحالي. وأضافوا “نحن على يقين من أن القليل من الموسيقى يمكن أن يساعد.”
أعلن منظمو مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن”، اليوم الخميس، حظر أي أعلام أو رموز مؤيدة للفلسطينيين خلال فعاليات المسابقة المقرر تنظيمها الأسبوع المقبل في مدينة مالمو السويدية، في حين سيسمح بحمل العلم الملون بألوان قوس قزح (الخاص بالشواذ) ورفع علم إسرائيل التي تشارك في المسابقة.
وقال منظمو مسابقة الأغنية الأوروبية إنهم “يحتفظون بالحق في إزالة أي أعلام فلسطينية ورموز مؤيدة للفلسطينيين في الحفل الأسبوع المقبل في السويد”.
وذكرت وكالة الأنباء السويدية “تي تي” أن أي شخص يحاول إحضار علم فلسطيني أو لافتة تحمل رسالة سياسية سيتم إيقافه عند المدخل من قبل الحراس، في حين قالت ميشيل روفيلي، رئيسة الاتصالات في اتحاد الإذاعة الأوروبي الذي يدير المسابقة، إن مشتري التذاكر مسموح لهم فقط بإحضار وعرض الأعلام التي تمثل الدول المشاركة في الحدث، بالإضافة إلى العلم الملون بألوان قوس قزح (علم الشواذ).
وقالت لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية في رسالة نصية إن اتحاد الإذاعة الأوروبي ومقره جنيف يحتفظ بالحق في “إزالة أي أعلام أو رموز أو ملابس أو أشياء أو لافتات أخرى يتم استخدامها لغرض استغلال البرامج التلفزيونية”.
وصرح المشرف التنفيذي للمسابقة مارتن أوستردال أن “هذه القواعد هي نفسها التي كانت موجودة في العام الماضي. لا يوجد أي تغيير”.
ويعد رفع الأعلام الوطنية والتلويح بها مشهدا شائعا خلال المسابقة، إذ يهتف الحضور لممثلي بلادهم في المسابقة الفنية الأوروبية.
وأعلن الناشطون المؤيدون لفلسطين عن تنظيم مسيرات كبيرة وسط مالمو، على بعد عدة كيلومترات من مكان الحدث الذي يُتوقع أن يستقطب أكثر من 100 ألف زائر خلال الفترة من الخامس إلى 11 مايو/أيار الجاري التي تقام خلالها فعاليات “يوروفيجن”.
عقوبات بسبب رفع علم فلسطين
وفي عام 2019 قرر اتحاد البث الأوروبي، فرض عقوبة مالية على “شبكة التلفزيون الآيسلندية” إثر رفع ممثلي آيسلندا علم فلسطين خلال نهائي المسابقة التي أقيمت حينها في تل أبيب.
وكذلك أثارت المغنية الأميركية مادونا ردود فعل غاضبة من الإسرائيليين، خلال تقديمها عرضا كضيفة شرف في الليلة الختامية، حيث ظهرت عضوة بفرقتها وعلى ظهرها علم فلسطين، ووضع عضو آخر علم إسرائيل على ظهره.
وفي مايو/أيار 2016، حظرت المسابقة رفع أعلام كل من فلسطين وكوسوفو، وإقليم الباسك (إسبانيا)، وإقليم ناغورني قره باغ (أذربيجان)، ودونيتسك (أوكرانيا)، وإقليم ترانسنيستريا (مولدوفا)، وشبه جزيرة القرم، وشمال قبرص.
مشاركة إسرائيل تثير احتجاجات واسعة
وتشارك إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية بنسخة منقحة من أغنية “مطر أكتوبر” من أداء المطربة إيدن غولان (20 عاما) والتي رفضتها إدارة المسابقة كونها “تحمل دلالات سياسية”، وهو أمر محظور في المسابقة.
وفي 21 فبراير/شباط 2024، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “أغنية “مطر أكتوبر” التي جاءت كلماتها باللغة الإنجليزية باستثناء عبارتين باللغة العبرية، وكتب كلماتها آفي أوهيون وكيرين بيلس وستاف بيغار، “تم استبعادها من مسابقة (يوروفيجن 2024)”.
وتحكي أغنية “مطر أكتوبر” عن أحداث عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعقب رفض الأغنية، أعلنت إسرائيل عن تنقيح كلمات الأغنية وتغيير اسمها إلى “إعصار” وتحكي كلماتها قصة امرأة تعاني من أزمة شخصية، بحسب ما قالت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”.
وأثارت مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن احتجاجات عدة هذه السنة، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دخلت شهرها السابع، وتركزت الانتقادات على الجهتين المنظمتين وهما الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون والتلفزيون السويدي العام “إس في تي”.
وفي فبراير/شباط الماضي، دعا ما يقارب من 30 عضوا في البرلمان الأوروبي، اتحاد البث الأوروبي إلى تطبيق معايير الاتحاد واستبعاد إسرائيل من مسابقة الموسيقى “يوروفيجن” 2024، أسوة بما حدث مع روسيا المحظور مشاركتها في المسابقة منذ عام 2022، بسبب حربها على أوكرانيا.
وألمحت آيسلندا وفنلندا إلى إمكانية مقاطعة المسابقة الأوروبية، بسبب مشاركة إسرائيل واستمرار الحرب على قطاع غزة، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، طالب أكثر من 400 فنان أيرلندي مواطنتهم بامبي ثاغ المرشحة لـ”يوروفيجن” بمقاطعة المسابقة، بسبب مشاركة إسرائيل فيها.
ودافعت المغنية عن قرارها المضيّ في ترشيحها بالقول “في نهاية المطاف، من دوننا نحن المؤيدين لفلسطين، ستكون المنافسة لفوز المعسكر الآخر (إسرائيل) أقل، وسيكون التضامن أقل هناك”.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، طلبت الجمعية الآيسلندية للملحنين وكتاب الأغاني من أعضائها عدم المشاركة في المسابقة الأوروبية ما لم يتم حظر إسرائيل، وهو ما رفضه اتحاد البث الأوروبي مؤكدا في بيان أن مسابقة الأغنية الأوروبية “تظل حدثا غير سياسي يوحّد الجماهير في جميع أنحاء العالم من خلال الموسيقى”.
وانضم أكثر من 1400 فنان فنلندي إلى الموسيقيين الآيسلنديين في المطالبة بمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة “يوروفيجن” لهذا العام، بسبب الحرب على غزة.
وقال الفنانون إنه إذا لم يتم استبعاد إسرائيل من المسابقة، التي ستقام في مدينة مالمو السويدية في مايو/أيار 2024، فيجب على شركة الإذاعة الفنلندية مقاطعة المسابقة ورفض إرسال مشاركة فنلندية.
وجاء في العريضة التي وقعها فنانون مقيمون في فنلندا، “منح بلد يرتكب جرائم حرب ويواصل احتلاله العسكري منصة عامة لتلميع صورته باسم الموسيقى لا يتوافق مع قيمنا. وفي الوقت نفسه، ينتهي الأمر بالدول المشاركة الأخرى إلى تقديم دعمها لسياسات إسرائيل”.
ومن بين الفنانين الذين وقعوا على العريضة الفنلندية أولافي يوسيفيرتا، وباليفاس، وأكسيل إهنستروم، الذين مثلوا فنلندا في نسخة عام 2011 من “يوروفيجن”.
وانضمت إسرائيل إلى المسابقة عام 1973، وعلى مدى 50 عاما شاركت 45 مرة بالمسابقة، وفازت بها 4 مرات كان آخرها في يوروفيجن 2018 بأغنية “لعبة” التي أدتها المغنية نيتا برزيلاي.
عنصرية ضد مغنية من أصول عربية
وفي مارس/آذار الماضي، وجهت المغنية الكندية من أصول مغربية لازارا (اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء حفظي) اتهامات للوفد الفرنسي -خلال مسابقة يوروفيجن- بممارسة العنصرية ضدها بسبب أصولها.
وقالت لازارا، “كنت سمراء عندما جاؤوا لأخذي. لكن كان لا بد أن أكون شقراء، مارلين مونرو، لذلك هناك ضغط، اتصلت بي رئيسة الوفد ألكسندرا ريدي-أميل غاضبة للغاية في الليل، وقالت: يجب أن تصبغي شعرك. أنت عربية، مع شعرك البني تبدين عربية للغاية، عندما تكونين شقراء، تبدين أقل عربية، والفرنسيون لا يحبون العرب”.
من جانبه، نفى مجمع “فرانس تلفزيون” بشدة هذه الاتهامات التي وصفها بالتشهيرية، وتمسك بكامل حقوقه في ملاحقة لازارا قضائيا.
و”يوروفيجن” مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ عام 1956، وتعد أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين، الذي يقدر في السنوات الأخيرة بما بين 100 و600 مليون شخص حول العالم.
أعده للعربية: علاء جمعة