أدب وفن

رحيق يابى ان يزول ….بقلم عقيل العبود

رحيق يأبى أن يزول

عقيل العبود

الفراشة البيضاء منذ أمدٍ مَا اختفت، دون أن يعلم بمصيرها أحد، لتلد تلك الأجواء صباحات تكاد أن تكون غائمة.

فالغصن النابت عند أطراف ذلك الساق اكتحل مع أجزائه بالشحوب، بينما اصطبغت تلك الزوائد الذابلة من القشرة التي كانت متماسكة مع اللحاء باللون الداكن. الزهرة المجاورة اخبرتني بذلك.

حتى أنه لم يعد كما كان مبتسماً، ذلك الإمتداد الذي كان يزهو مسرورا بأريج عطره المتفاعل مع لون الورد النابت عند اطراف ذلك التآلف الوديع.

الرقائق الخضراء أسوة بتفرعات الشجر لم تعد تحتفي بإطلالة الربيع كما كانت بالأمس القريب، فالمكان في رمقه المتبقي من الحياة، اعتراه الحزن والذبول.

بينما شعر الماء أن لا مكان له عند جذور تلك النبتة التي أذبلها الوهن، لذلك الجدول الصغير هو الآخر كان قد فارق ضفافه الأمل.

السماء صارت تسعى لأن تفترش الليل، لعله ذلك الألق يعود، ولكن دون جدوى، فالغيمة التي تآزرت أطرافها مع المطر لم يعد أمامها إلا الإذعان لوقوع عاصفة مرتقبة.

الأرض تلك البقعة المحاطة بألم الفراق، راح يعتصرها الأسى حتى أنها استسلمت لتلك الدموع.

البلبل عندما رأى المنظر، أشجاه الشوق حتى راح يطلق ألحانه بطريقة تبدو أكثر حسرة. الصمت بكبريائه أطلق العنان لتلك الدموع.

أما السطح المتموج من الزرقة المائية المتفاعلة مع إنتشار تلك الخضرة الممتدة من الأشجار، فقد استلقى بقنوطه عند حافة الساقية، ليشكو مع ما يحيط به أشجان بقعة بات يسود اجواءها القنوط.

ولهذا الحقل الجميل هذا الذي تداعت أمنياته بعد أن غادره العشاق، تناهى إلى مسامعه أن يستقبل جميع الزغردات، وبضمنها ذلك الشدو الحزين، لعلها تلك الضفاف تعود مستبشرة برقة العصافير.

عقيل العبود سان دييغو
٢٧/٩/٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى