مقالات

يوصف بعضنا البعض بالحيوانات بقصد الاهانه و أحيانا بقصد المديح

#الشبكة_مباشر_ستكهولم_الكاتب فاروق الدباغ

يوصف بعضنا البعض بالحيوانات .. غالبا بقصد الاهانه فلان خنزير ..فلان كلب ..الخ . وأحيانا بقصد المديح فنقول فلان ذئب وفلان أسد…إلخ

الإنسان، بطبيعته العقلانية، لا يستطيع أن يستغل أخاه الإنسان بشكل مباشر أو بدافعٍ عارٍ من المبررات. فهو يبحث دائمًا عن غطاء فكري أو أيديولوجي يبرر من خلاله سلوكه الاستغلالي. هذه المبررات قد

تأخذ أشكالًا متعددة، فهي قد ترتدي قناع الدين أو الأخلاق أو المصلحة العامة، لتصبح بذلك أكثر قبولًا لدى الضحية والمجتمع.

وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان. فالحيوان، في بساطته الفطرية، يتصرف وفق غرائزه البيولوجية دون ادعاء أو تبرير. عندما يفترس الحيوان طريدته، فإنه يفعل ذلك بدافع الحاجة البيولوجية للبقاء، دون أن

يسعى إلى تبرير فعلته أمام الآخرين أو حتى أمام ذاته. أما الإنسان، فيأخذ فعل الافتراس إلى مستوى آخر؛ فهو لا يكتفي بالاستغلال المادي أو الجسدي، بل يضيف إلى ذلك بعدًا أخلاقيًا أو روحيًا يدَّعي

من خلاله أن أفعاله مشروعة بل ومطلوبة.

وهكذا، يدَّعي الإنسان أنه يستغل الآخر لصالح قضية أسمى، سواء كانت دينية، أو أخلاقية، أو عقلانية. فيقول لك إنه يأكلك في سبيل الله، أو من أجل الحق والعدالة. لكن في الحقيقة، هو يأخذ ما ليس له

ويغلفه بحجة تُعفيه من الشعور بالذنب وتمنحه شرعية زائفة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى