أدب وفنكلمة العدد

زاهد مِن سامراء كلمات في التعريف بالشيخ إبنِ الفَرَجي (ت:271 هـ)

#الشبكة_مباشر_دبي_د. عبدالحكيم الأنيس

هذا عالمٌ محدثٌ فقيه مربٍّ، له أقوالٌ نافعةٌ، وإرشادٌ مؤثرٌ، وهو قلما يُعْرف، وهذه كلماتٌ تُعرِّفُ به:

تمهيد:
مصادر ترجمته الأصيلة: “طبقات النُّساك” لابن الأعرابي، ولم يصلْ إلينا لكن المرجح أن الخطيب نقل عنه، و”حلية الأولياء” (10/287)، و”تاريخ بغداد” (3/378)، و”الأنساب” (4/360)، و”المنتظم” (12/248)، وفيات (271)، -وتحرف فيه الفَرَجي إلى الفرخي!-، و”تاريخ الإسلام” (6/627)، و”الوافي بالوفيات” (5/145).
وأقوالُه ومروياتُه منثورة في كتب الحديث والتراجم والزُّهد والرقائق.
ومِن مصادر ترجمته المتأخرة: “الكواكب الدرية” (2/139-140) -اعتمد على ترجمة أبي نُعيم فاختصرها ولم يُضف شيئاً-، و”تاج العروس” (فرج)، و”جامع كرامات الأولياء” (1/101)، و”الأعلام” (7/145)، و”معجم المؤلِّفين” (12/117)، ولا جديد فيها.

تعريف عام:
قال الخطيبُ البغدادي:
“محمد بن الفرج، أبو جعفر الصوفي المعروفُ بابن الفَرَجي، مِن أهل سُر مَن رأى .
ذكر أبو سعيد بن الأعرابي أنه كان مِن أبناء الدُّنيا وأرباب الأحوال ، وأنه ورثَ مالاً كثيراً فأخرجَ جميعَه وأنفقَه في طلب العلم، وعلى الفقراء والنُّساك والصوفية، وكان له موضعٌ من العلم والفقه ومعرفة الحديث، لزمَ عليَّ بن المديني فأكثرَ عنه، وكان يحفظُ الحديثَ، ويفتي بالمقطعات عن الشعبي والحسنِ وابنِ سيرين وغيرهم، وصحبَ الصوفية مثل أبي تراب النخشبي، وذي النون المصري ، ونحوهما، ونزلَ الرملة، وكان له مجلسٌ للوعظ في جامعها.
وحدَّث عن إبراهيم بن عبدالله الهروي، وأبي ثور الفقيه، وعلي بن المديني.
روى عنه محمدُ بن يوسف بن بشر الهروي، وغيره.
ومات بالرملة بعد سنة سبعين ومئتين” .
وقال السمعاني: “الفَرَجي: بفتح الفاء وفي آخرها الجيم.هذه النسبة إلى الفرَج وهو اسم رجل، والمشهور بهذه النسبة: أبو جعفر محمد بن يعقوب الصوفي المعروف بابن الفَرَجي نُسب إلى جَدّه الأعلى” .
وقال أبو نُعيم: “العارفُ بالأصول، العازفُ عن الفضول، له القلبُ الخاشعُ، والأذنُ السامعُ، أحكمَ علم الآثار وأتقنَها، وألّفَ في المعاملاتِ والأحوالِ وأوضحَها: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن الفَرَجي، صحب الحارثَ بن أسد المحاسبي وطبقتَه، له مُصنّفات في معاني الصوفية: كتاب الورع، وكتاب صفات المُريدين.
كان من الأئمة في علوم النُّساك، يَرفعُ من الفقراء وينصرُهم، ويَضعُ من المُدَّعين ويُزري عليهم” .
وقال الذهبي: “كان إماماً فقيهاً يُفتي بالأثر، وله فضلٌ وعبادةٌ… وكان على غاية التجريد يأوي بالمساجد والصحراء” .
وقال الفيروزابادي: “محمدُ بنُ يعقوبَ الفَرَجيُّ محرَّكةً: زاهِدٌ مَشهورٌ” .
وقال ابنُ حجر: “الفَرَجي، بفتحتين وجيم: أبو جعفر محمد بن يعقوب الزاهدُ المشهورُ” .

تحقيق تاريخ وفاته:
قال الخطيبُ كما رأينا: “ومات بالرملة بعد سنة سبعين ومئتين”، وفي “المنتظم”، و”الوافي بالوفيات”، و”تاريخ الإسلام”: سنة (271). وأضاف الذهبيُّ قائلاً: “روى الطبراني عن محمد بن يعقوب بن الفَرَجي الرملي عن إبراهيم بن المنذر فإنْ كان هو هو فقد تأخر إلى حدود الثمانين ومئتين” .
أقول: نعم هو مَنْ روى عنه الطبراني، والحديثُ معروفٌ عنه وهو في قضاء التمر -وسيأتي-، وقد وُلد الطبراني سنة (260)، فلا يلزم تأخر وفاة الشيخ إلى (280).

من أقواله:
1-“التوكُّلُ: ردُّ العيشِ لما يومٍ واحدٍ واسقاط غمِّ غدٍ” .
2-“معنى الرِّضا فيه ثلاثةُ أقوالٍ: تَرْكُ الاختيارِ، وسُرورُ القلبِ بِمُرِّ القضاءِ، وإِسقاطُ التَّدْبيرِ مِنَ النَّفْسِ حتى يُحْكمَ لها عليها” .
3-“اختلفَ الناسُ في الزُّهد:
فقال قومٌ:الزُّهد في الدنيا قصرُ الأمل. وهو قول الثوري وأحمد بن حنبل وعيسى بن يونس وغيرهم.
وقال قومٌ:الزُّهد هو الثقةُ بالله مع حُبِّ الفقر. وهو قول ابن المبارك وشقيق ويوسف بن أسباط.
وقال قومٌ:الزُّهد تركُ الدينار والدرهم. وهو قول عبدالواحد بن زيد.
وقال قومٌ: هو تركُ ما فيه بدٌّ من فضول الدنيا.
وقال قومٌ: تركُ جميع ما يَشغل عن الله عز وجل. وهو قول الداراني.
وقال قومٌ: حسمُ علائق النفس.
وقال قومٌ:الزُّهد القيامُ بدلائل العلم وشواهد اليقين.
وقال قومٌ: هو عزوفُ النفس عن الدنيا بلا تكلُّف. كما قال حارثة.
وقال قومٌ:الزُّهد هو الشكرُ عند النعمة والصبر عند البلاء. وهو قول ابن عُيينة.
وقال قومٌ: مَنْ لا يغلب الحلالُ شكرَه والحرامُ صبرَه. وهو قول الزُّهري” .
4-“أشرفتُ على راهبٍ في صومعته فقلت له: ما الزُّهد في الدنيا؟ فقال: تركُ ما فيها على مَنْ فيها” .
5-“مَنْ لم يغتنم الفرصةَ في وقتِ الإمكانِ ورثَ الندمَ في وقتِ عدمِ الوجود” .
6-قال أبو بكر الكتاني يقول: سألتُ ابن الفَرَجي فقلتُ: إنَّ لله صفوةً وإن لله خيرةً، فمتى يعرف العبدُ أنه مِن صفوة الله ومِن خيرة الله؟ فقال: كيف وقعتَ بهذا؟ قلت: جرى على لساني. قال: إذا خلعَ الراحةَ، وأعطى المجهودَ في الطاعة، وأحبَّ سقوطَ المنزلة، وصار المدحُ والذمُّ عنده سواء” .
7-“رأيتُ ليلةً ذا النون التفَّ في عباءةٍ ورمى بنفسهِ طويلاً ثم كشفَ عن وجهه العباءة ونظرَ إلى السماء فقال: اللهمَّ إنك تعلمُ أنَّ كثرة استغفاري مع مقامي على الذنوب لؤمٌ. ثم غطى رأسَه طويلاً ثم كشفَ عن وجهه ونظر إلى السماء وقال: اللهمَّ إنك تعلمُ أني أعلمُ أنَّ تركي الاستغفار مع علمي بسعة رحمتك عجزٌ” .
8-وقال ابنُ الجوزي:”قال بنان[بنُ محمد الحمّال] : دخلتُ على ابن الفَرَجي [في مصر] وهو في بيتٍ مملوء كتباً، فقلتُ له: اختصرْ لي من هذه الكتب كلمتين أنتفع بهما. قال: ليكن همُّك مجموعاً فيما يرضي الله عز وجل فإن اعترض عليك شيء فتبْ من وقتك” .
ومعنى القول: ليكن عزمُك ونيتُك وتوجُّهك دائماً إلى الأعمال التي ترضي الله.
فإنْ حصلَ شيء غير ذلك -والإنسانُ غير معصوم- واعترضَ طريقَك واستقامتَك زللٌ مِن نفسٍ أو شيطان فتبْ حالاً ولا تؤجل التوبةَ والندمَ والاستغفارَ.
9- قال في قوله تعالى: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين): “الكفران هنا كفران النعمة” .
9-وروى عنه السُّلمي أنه قال: “رأيتُ حول أبي تراب [النخشبي] – مِنْ أصحابه – عشرين ومئة صاحبِ رَكْوَة، قُعودٌ حول الأساطين، ما ماتَ منهم على الفَقْر إلا أبو عُبيد البُسْرِىُّ، وابنُ الجلّاء” .

من مروياته الحديثية وغيرها:

روى عنه مباشرةً وبالواسطة كثيرون، منهم:

1-الدُّولابي (ت:310)في “الكُنى والأسماء”، ومن ذلك: “حدَّثنا ابن الفَرَجي قال:حدَّثنا علي بن المديني قال:حدَّثنا المعتمر بن سليمان التيمي قال:سمعتُ شعيب بن كهتم – قال علي: وهذا هوأبو زياد – يحدِّث، عن أبي رجاء – قال علي: وهو العطاردي – قال: رأيتُ هذا الموضع من ابن عباس، -وأرانا بأصبعه على مجرى الدموع-، كأنه الشراك البالي من الدموع” .
2-أبو عوانة (ت: 316)، روى عنه في “المستخرج” عدة روايات .

3-ابن الأعرابي (ت:340) في كتابيه “المعجم” و”الزهد”، قال في “المعجم”:”نا شاذان، نا محمد بن يعقوب الفَرَجي، نا إسحاق بن إسرائيل، نا عبدالله بن المديني، عن عبدالله بن دينار، عن عبدالله بن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يُحدِّثنا بهذا الحديث عن امرأةٍ كانت ترضع صبياً لها على فرسخ جبل فقال: يا أمّاه مَنْ خلقك؟ قالت: الله . قال: مَنْ خلق أبي؟ قالت: الله قال: فمَنْ خلق السماء؟ قالت: الله قال: فمَنْ خلق الأرض؟ قالت: الله قال: فمَنْ خلق الجبل؟ قالت: الله قال: فمَنْ خلق البقر؟ قالت: الله . قال: فمَنْ خلق الغنم؟ قالت: الله . قال الطفل: إني لأسمعُ لله شأناً، فصاحَ ثم انطرحَ” .

وقال في “الزُّهد وصفة الزاهدين”، قال: “حدَّثنا أحمد قال:حدَّثنا محمد بن يعقوب الفَرَجي قال:حدَّثنا علي بن المديني قال:حدَّثنا معتمر عن الثوري عن أبي سلمة عن الربيع عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه”. يقصدُ ما رواه قبله وهو: “حدَّثنا أحمد قال: حدَّثنا أبو داود قال: حدَّثنا عبدالرحمن بن حماد أبو ركر الواسطي قال: حدَّثنا معتمر عن سفيان الثوري عن أبي سلمة عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ طلبَ عملَ الدنيا بعملِ الآخرةِ فما له في الآخرة مِنْ نصيبٍ. أبو سلمة يُقال هو المغيرة بن مسلم الخراساني” .

4-ابنُ حِبّان (ت:354) في “روضة العقلاء”، قال: “حدَّثني كامل بن مكرم حدَّثنا محمد بن يعقوب الفَرَجي حدَّثنا الوليد بن شجاع حدَّثنا عقبة بن علقمة ومبشر بن إسماعيل أنهما سألا الأوزاعي: ما إكرامُ الضيف؟ قال: طلاقة الوجه، وطيب الكلام” .
5-الطبراني (ت: 360) في “المعجم الصغير”، قال: “حدَّثنا محمد بن يعقوب الفرجي، حدَّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدَّثنا عبد الله بن وهب، حدَّثني قرة بن عبد الرحمن، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد الساعدي، قال: استسلفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من رجلٍ تمر لون، فلما جاء يتقاضاه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس عندنا اليوم شيء، فإن شئتَ أخرتَ عنا حتى يأتينا شيءٌ فنقضيك، فقالَ الرجلُ: واغدراه، فتذمَّر عمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعنا يا عمر، فإنَّ لصاحب الحق مقالاً، انطلقوا إلى خولة بنت حكيم الأنصارية فالتمسوا لنا عندها تمراً، قال: فانطلقوا، فقالت: واللهِ ما عندي إلا تمر ذخيرة، فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:خذوه فاقضوه، فلما قضوه أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: استوفيتَ؟ قال: نعم، قد أوفيتَ وأطبتَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ خيارَ عباد الله عند الله المُوفون المطيّبون.
لم يروه عن الزهري، إلا يزيد بن أبي حبيب، ولا عن يزيد، إلا قرة، تفرَّد به ابن وهب، ولا يروى عن أبي حميد، إلا بهذا الإسناد” .
6-ابنُ عدي (ت: 365) في “الكامل” .

7-الرازي (ت:396) في “فضائل القرآن وتلاوته” .

8-أبو نُعيم (ت:430) في “حلية الأولياء” ، قال في ترجمته: “وممّا أسندَ:

حدَّثنا سليمان بن أحمد [الطبراني] ثنا محمد بن يعقوب بن الفَرَجي الرملي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا عبدالله بن وهب ثنا قرة بن عبدالرحمن عن يزيد بن أبي حبيب عن الزُّهري عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي قال: استسلفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل تمراً فلما جاءه يتقاضاه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس عندنا اليوم فإنْ شئتَ أخرتَ عنا حتى يأتينا فنقضيك، فقال الرجلُ: واغدراه فتذمَّر عمر فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: دعه يا عمر فإنَّ لصاحب الحق مقالاً انطلقوا إلى خولة بنت حكيم الأنصارية فالتمسوا لنا عندها تمراً فانطلقوا فقالت: واللهِ ما عندي إلا تمر ذخيرة فأخبروا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: خذوه فاقضوه، فلما قضوه أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: قد استوفيتَ؟ قال: نعم قد أوفيتَ وأطبتَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ خيارَ عباد الله الموفون المطيبون. قال سليمان: تفرَّد به قرة عن يزيد.
حدَّثنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن إبراهيم ومحمد بن أحمد بن شبوية قالا: ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم ثنا محمد بن يعقوب الفَرَجي ثنا محمد بن عبدالملك بن قريب الأحمر قال:حدَّثني أبي ثنا أبو معشر عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة عن النبي صلى السلمعليه و قال: سرعةُ المشي تُذهِبُ بهاء المؤمنين.
أخبرنا أبو مسعود محمد بن إبراهيم بن عيسى المقدسي في كتابه ثنا محمد بن يعقوب الفرجي ثنا خالد بن يزيد ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ طلبَ العلمَ فهو في سبيل الله حتى يرجعَ.
حدَّثنا عبدالمنعم بن عمر ثنا أبو سعيد الأعرابي ثنا محمد بن يعقوب الفَرَجي ثنا علي بن المديني ثنا المُعتمر بن سليمان عن سفيان الثوري عن أبي سلمة عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه ومل قال: بشِّرْ أمتي بالسّناء والرفعة والتمكين، وأنَّ مَنْ عملَ عملَ الآخرة يريدُ به الدنيا فليس له في الآخرة مِنْ نصيب.
حدَّثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن عمرو بن جابر ثنا محمد بن يعقوبالفَرَجي ثنا أحمد بن عيسى أبو طاهر ثنا ابن أبي فديك ثنا ابن أبي ذئب عن الزُّهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلَ مكة وعلى رأسه المِغْفر”.

9-البيهقي (ت: 458) في “السُّنن الكبرى” ، و”معرفة السُّنن والآثار” .
10-الخطيبُ البغدادي (ت: 463)في “تاريخ بغداد”، قال في ترجمة محمد بن إبراهيم بن علي: أبو بكر العطار الأصبهاني مُسْتملي أبي نُعيم الحافظ: “وردَ بغداد أيامَ أبي علي بن شاذان وهو شابٌّ وكتبَ عني وعلَّقتُ عنه حديثاً واحداً ذكره لي مِنْ حفظه قال: حدَّثنا أحمد بن موسى أبو بكر الحافظ قال: نبأنا أبو عمرو بن حكيم قال: نبأنا محمد بن يعقوب الفَرَجي قال: نبأنا محمد بن عبدالملك بن قريب الأصمعي قال: نبأنا أبي عن أبي معشر عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: السرعةُ في المشي تُذهب بهاءَ المؤمن. قال أبو بكر [الخطيب]: لم أسمعْ لمحمد بن الأصمعي ذكراً إلا في هذا الحديث” .
وقال في ترجمة سفيان الثوري: “أخبرنا الهيتي حدَّثنا أحمد بن سلمان حدَّثنا سعيد بن مسلم بن أحمد بن مسلم بطرسوس حدَّثنا أبو جعفر بن الفَرَجيحدَّثنا إسحاق بن حفص قال: قيل لإسماعيل بن إبراهيم: كان شعبة أكثرَ علماً أو سفيان؟ فقال: ما علمُ شعبةَ عند علمِ سفيان إلا كتفلةٍ في بحرٍ” .
11-وقال الذهبي (ت: 748): “قال محمد بن يعقوب الفَرَجي: سمعتُ علي بن المديني يقول: عليكم بكُتب الشافعي” .وهذا رواه ابنُ عساكر (ت: 571) .
***

أصحابه:

روى عنه ، وصحبه وانتفعَ به قومٌ، منهم: أبو عمران الطبري (ت: 344).
قال ابنُ عساكر: “أبو عمران الطبري: أحد شيوخ الصوفية، صحب أبا عبدالله ابن الجلاء بدمشق، وأبا عبدالله بن الفَرَجي بالرملة، وسكنَ بيت المقدس، وبها مات سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
قال أبو عمران: سمعتُ أبا عبدالله بن الجلاء يقول: سمعتُ ذا النون بن إبراهيم الإخميمي يقول: أفضلُ الأعمال أربعة: الحلم عند الغضب، والسَّخاوة في القلة، والورع في الخلوة، وصدق القول عند مَنْ تخافه أو ترجوه” .
***
مقترح:
أقترحُ أن يقوم طالبٌ في الدراسات العليا بكتابة رسالة علمية تحليلية نقدية تستوعبُ حياة الشيخ ابن الفرجي وشيوخه وتلاميذه والراوين عنه ومروياته وأقواله في علوم الحديث والرجال والزهد والرقائق، وتبيِّن أثرَ مروياته الحديثية والزهدية في منهجه وسلوكه.
***

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى